الشبح الذي يكتب على الجدران

الشبح الذي يكتب على الجدران

عالم القصص

في قرية صغيرة تقع بين التلال الهادئة، عاشت فتاة تُدعى سلمى. كانت سلمى فتاة محبة للهدوء والعزلة، تقضي معظم وقتها بين الكتب والرسم. في أحد الأيام، قررت الانتقال إلى منزل قديم مهجور في أطراف القرية، كان الناس يخشونه بسبب شائعات عن كونه مسكونًا.

كان المنزل غريبًا بالفعل؛ الجدران مغطاة برسومات ونقوش غامضة، كأنما تركها أحد ما منذ زمن بعيد. لم تكن سلمى تؤمن بالخرافات، لذا قررت تجاهل تلك الشائعات واعتبرت المنزل فرصة للإبداع.

بداية الأحداث الغامضة

عالم القصص

في الليلة الأولى لسكنها في المنزل، بدأت الأحداث الغريبة. بينما كانت سلمى تقرأ كتابًا تحت ضوء الشمعة، سمعت صوتًا خافتًا يشبه حركة قلم على الورق. تجاهلت الصوت في البداية، معتقدة أنه مجرد خيال. ولكن عندما أطفأت الشمعة واستعدت للنوم، شعرت وكأنها ليست وحدها.

في الصباح التالي، اكتشفت سلمى كلمات مكتوبة على أحد الجدران: “مرحبًا بكِ في عالمي.” كانت الكتابة جديدة، كأنما كُتبت للتو. شعرت بالخوف ولكنها قررت ألا تدع ذلك يسيطر عليها.

محاولات الفهم

عالم القصص

بدأت سلمى التحقيق في أمر الكتابات. كانت تظهر كل ليلة على جدران مختلفة. الكلمات لم تكن عشوائية؛ بل كانت جملًا غامضة تحمل معاني مبطنة. “أنا لست عدوًا”، “أنا بحاجة للمساعدة”، “لا تخافي مني”.

استدعت سلمى جارها العجوز، العم إبراهيم، الذي كان يعرف الكثير عن تاريخ القرية. أخبرها أن المنزل كان يسكنه كاتب مشهور ولكنه اختفى في ظروف غامضة. يُقال إنه كان مهووسًا بكتابة قصص عن الأرواح والعوالم الأخرى.

التعمق في الغموض

عالم القصص

في إحدى الليالي، قررت سلمى أن تواجه هذا الكيان الغامض. وضعت دفترًا وقلمًا في منتصف الغرفة، وكتبت: “من أنت؟”. ثم انتظرت بصبر. فجأة، تحرك القلم وبدأ يكتب: “أنا روح الكاتب. أُجبرت على البقاء هنا. ساعديني على التحرر.”

لم تصدق سلمى ما تراه. حاولت معرفة كيفية مساعدته، فكتب لها: “ابحثي عن مخطوطتي الأخيرة. إنها المفتاح لتحريري.” شعرت سلمى بمزيج من الفضول والخوف، وقررت البحث عن المخطوطة.

اكتشاف الحقيقة

عالم القصص

قضت سلمى أسابيع تبحث في أرجاء المنزل، حتى وجدت غرفة سرية خلف أحد الجدران. كانت الغرفة مليئة بالأوراق القديمة والمخطوطات. في زاوية الغرفة، وجدت مخطوطة بعنوان “الحرية الأخيرة”.

عندما فتحت المخطوطة وبدأت في قراءتها، شعرت بريح باردة تجتاح المكان. كانت المخطوطة تحكي عن روح عالقة بين العالمين، تبحث عن شخص يساعدها في كتابة نهايتها. أدركت سلمى أن هذا الكاتب كان يسعى لإنهاء قصته بنفسه لكنه فشل.

النهاية غير المتوقعة

عالم القصص

بقيت سلمى تعمل على إنهاء المخطوطة لعدة أيام. كلما اقتربت من النهاية، كانت تشعر بوجود الروح بجانبها. وعندما كتبت الجملة الأخيرة، “وأخيرًا وجد الكاتب حريته”، اختفى كل شيء. تلاشت الكتابات عن الجدران وعاد المنزل هادئًا كما كان.

أدركت سلمى أنها حررت الروح، لكنها شعرت بشيء غريب في داخلها. هل أصبحت هي الحاملة الجديدة لقصة الكاتب؟

سؤال للقارئ

إذا كنت مكان سلمى، هل كنت ستغامر في البحث عن الحقيقة أم تترك المنزل فورًا؟