السفينة المهجورة

السفينة المهجورة: لغز البحر العميق

في أحد أيام الشتاء القاسية، جلس البحار القديم “عمار” بجانب المدفأة في منزله الصغير بجانب الميناء، يروي لحفيده “مازن” قصصًا عن البحر والمغامرات. من بين كل القصص التي حكاها، كانت هناك واحدة لم تُمحَ من ذاكرة مازن، قصة السفينة المهجورة.

بداية القصة

كان ذلك منذ أكثر من ثلاثين عامًا، عندما كان “عمار” شابًا مغامرًا يعمل كقبطان سفينة صيد. ذات يوم، تلقى إشعارًا عن سفينة ضخمة تُدعى “نجمة المحيط” شوهدت تنجرف بلا اتجاه بالقرب من جزيرة بعيدة. الغريب في الأمر أن السفينة كانت مهجورة تمامًا، ولا أحد يعرف مصير طاقمها.

الرحلة إلى المجهول

لم يتردد عمار في قبول التحدي، فأعد فريقًا صغيرًا واستقل قاربه المجهز للتوجه نحو السفينة المجهولة. بعد ثلاثة أيام من الإبحار، لمحوا السفينة الضخمة تطفو على سطح المياه وكأنها شبح، بصمت مطبق يثير الرعب.

عندما اقتربوا منها، لاحظوا أن الأشرعة ممزقة، والخشب متهالك، وكأنها تحمل سنوات من الإهمال، لكن ما أثار دهشتهم أكثر هو أن السفينة لم تبدُ وكأنها غرقت بفعل العواصف أو الهجمات.

استكشاف السفينة

عند الصعود إلى السفينة، كانت الأجواء مشحونة بالخوف والغموض. كانت الأبواب تصدر أصواتًا غريبة، والألواح الخشبية تُصدر صريرًا كأنها تشتكي من شيء خفي.

في المقصورة الرئيسية، وجدوا مذكرات الكابتن، لكن معظم صفحاتها كانت ممزقة. الكلمات القليلة التي تبقت كانت تتحدث عن “مخلوق غريب يظهر ليلًا”.

الاكتشاف المفزع

أثناء تفتيشهم للمزيد من الأماكن، وجدوا غرفة مليئة بصناديق كبيرة مغلقة بإحكام. عندما فتحوا أول صندوق، صُدموا. كانت الصناديق ممتلئة بسبائك ذهبية وعملات قديمة نادرة. لكن الفرحة لم تدم طويلًا؛ إذ بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة، أشبه بأنين قادم من أعماق السفينة.

قرر الفريق النزول إلى الطابق السفلي. هناك وجدوا شيئًا صاعقًا: رموز غريبة منحوتة على الجدران، وأثارًا توحي بأن طاقم السفينة قد أقام طقوسًا غامضة. أحد أفراد الفريق، “سعيد”، قرأ بصوت مرتجف ترجمة بسيطة لتلك الرموز، والتي تقول: “لا تلمس الذهب، وإلا سيُلاحقك لعنة البحر”.

النهاية الغامضة

بعد محاولتهم للهروب من السفينة بما وجدوه، أدركوا أن الأمور ليست بهذه البساطة. عاصفة مفاجئة حاصرتهم، وبدأ القارب يغرق تدريجيًا. عمار وحده نجا من تلك الليلة المشؤومة، لكنه فقد كل أفراد فريقه. لم يستطع تفسير ما حدث، لكن منذ ذلك الحين لم يقترب أي أحد من تلك السفينة مجددًا.

السؤال للقارئ

إذا كنت مكان “عمار”، هل كنت ستغامر بالصعود إلى تلك السفينة المهجورة، أم أنك كنت ست

فضل الابتعاد عنها وتركها للأبد؟