الساعة العجيبة

الساعة العجيبة

في قريةٍ صغيرة تُحيط بها الجبال والغابات، عاش صبي يُدعى “سليم”. كان سليم معروفًا بحبّه لاستكشاف الأشياء الغريبة وجمع الأدوات القديمة. ذات يوم، بينما كان يتجوّل في سوق القرية القديم، لفت انتباهه دكان صغير مليء بالتحف العتيقة.

دخل سليم الدكان بحماس، وبدأ يتفحص الأدوات والتماثيل. بين كل تلك الأشياء، وقعت عيناه على ساعة قديمة ذات شكل غريب. كانت الساعة نحاسية اللون، وعقاربها تبدو وكأنها تتحرك في اتجاهات غير معتادة. على غطائها الخلفي، كانت هناك نقشات غامضة تشبه رموزًا قديمة.

سأل سليم البائع عن الساعة، فقال الرجل العجوز بصوت منخفض:
“هذه الساعة ليست كأي ساعة عادية. يُقال إنها تحمل قوة غامضة تُغيّر الزمن، ولكن استخدامها محفوف بالمخاطر. هل أنت مستعد لتجربتها؟”

لم يستطع سليم مقاومة الفضول، فاشترى الساعة وعاد بها إلى منزله. قضى الليلة بأكملها يدرس الرموز المنقوشة على ظهرها. فجأة، لاحظ زرًا صغيرًا بالكاد يُرى. ضغط عليه بحذر، وفجأة توقفت كل الأصوات من حوله. شعر وكأنه دخل في عالم آخر، حيث كان كل شيء ثابتًا.

بدأ سليم يختبر قوة الساعة. اكتشف أنه يستطيع إبطاء الوقت أو تسريعه، وحتى العودة بضع ساعات إلى الوراء. استخدم سليم هذه القوة في البداية لتصحيح أخطائه الصغيرة، كإعادة اختبار في المدرسة أو إنقاذ كوب زجاجي من السقوط.

لكن مع مرور الأيام، بدأ سليم يشعر بثقل المسؤولية. في أحد الأيام، حاول استخدام الساعة لإنقاذ قط صغير من حادث في الطريق، لكنه اكتشف أن كل تعديل في الزمن يؤدي إلى نتائج غير متوقعة. عندما أنقذ القط، لاحظ أن عاصفة قوية ضربت القرية بشكل مفاجئ.

أدرك سليم أن العبث بالزمن له عواقب خطيرة. وقرر أن يتحدث مع الرجل العجوز في السوق. عند عودته إلى الدكان، قال له الرجل بحكمة:
“الزمن ليس لعبة. قوتك هذه قد تكون نعمة أو نقمة، ويتوقف الأمر على حكمتك في استخدامها.”

فكر سليم مليًا وقرر أن يعيد الساعة إلى الدكان. لكنه قبل أن يغادر، قال له الرجل:
“لقد أثبت أنك قادر على التمييز بين الخير والشر. احتفظ بالساعة، ولكن استخدمها فقط في الحالات التي يكون فيها الاختيار حتميًا.”

منذ ذلك الحين، احتفظ سليم بالساعة في مكان آمن. لم يستخدمها إلا مرة واحدة فقط، عندما احتاج لإنقاذ قريته من فيضان مفاجئ، وكان قراره آنذاك مبنيًا على الحكمة التي تعلمها.

وهكذا، أصبحت الساعة العجيبة رمزًا لقوة الزمن وأهمية التوازن في استخدامه.