الرحلة الليلية إلى المجهول

عالم القصص

لم يكن “سامي” يتوقع أن تكون تلك الليلة مختلفة عن غيرها، لكنه كان يشعر بشيء غريب في الهواء. السماء ملبدة بالغيوم، والهواء البارد يحمل نسمات غير معتادة. عاد إلى منزله متعبًا بعد يوم طويل من العمل، لكنه لم يكن يعلم أن القدر يخبئ له مغامرة لم تخطر على باله.

بعد تناول العشاء، جلس سامي على شرفته يحتسي كوبًا من الشاي الساخن، متأملًا المدينة الهادئة. فجأة، لاحظ ضوءًا خافتًا يلمع في الأفق، كان يبدو وكأنه ينبض بالحياة، يقترب ببطء ثم يبتعد. ظن في البداية أنه مجرد وهم، لكنه استمر في التحديق حتى تأكد من وجوده. الفضول دفعه للنهوض سريعًا، وقرر تتبع مصدر الضوء.

عالم القصص

خرج سامي من منزله متجهًا نحو الغابة القريبة، حيث كان الضوء يلوح له وكأنه يدعوه. عندما اقترب من مدخل الغابة، سمع صوتًا هامسًا قادمًا من بين الأشجار، وكأن أحدًا ينادي باسمه. رغم شعوره بالخوف، تابع سيره بحذر، ممسكًا بمصباحه اليدوي.

مع كل خطوة يخطوها، شعر وكأن الزمن يتباطأ، وكأن شيئًا غامضًا يحيط بالمكان. لم يكن هناك أحد، ولكن الأصوات زادت، وأصبحت أكثر وضوحًا. وقف سامي يتأمل الظلام، عندما لمح ظلًا يتحرك بسرعة بين الأشجار.

عالم القصص

تردد قليلًا قبل أن يقرر اللحاق بالظل الغامض. كان يتحرك برشاقة كأنما يطفو فوق الأرض. حاول سامي تسريع خطواته لكنه شعر وكأنه محاصر في دوامة من الضباب الكثيف. فجأة، توقف كل شيء، وساد صمت مريب. عندها، ظهر أمامه باب خشبي ضخم في وسط الغابة، لم يكن موجودًا هناك من قبل.

مد سامي يده ليفتح الباب، لكنه تراجع عندما سمع صوتًا يقول: “هل أنت مستعد للعبور؟” لم يكن هناك أحد حوله، ولكن الصوت كان واضحًا. تردد للحظة، ثم قرر أن يواجه مصيره وفتح الباب.

عالم القصص

ما إن عبر الباب حتى وجد نفسه في مكان مختلف تمامًا، لم تكن هذه الغابة التي يعرفها. كان في مدينة قديمة، ذات مبانٍ حجرية وأزقة ضيقة، مضاءة بمصابيح زيتية. كان الناس يرتدون ملابس من حقبة تاريخية قديمة، ولم يبدو أنهم لاحظوا وجوده.

تجول سامي في الشوارع المظلمة، متعجبًا مما يراه. فجأة، اقترب منه رجل مسن ذو لحية طويلة وقال له: “أنت لست من هنا، أليس كذلك؟” هز سامي رأسه بالإيجاب، وسأل الرجل عن هذا المكان. ابتسم العجوز وقال: “لقد دخلت بوابة الزمن، والآن عليك أن تجد طريقك للعودة قبل شروق الشمس، وإلا ستبقى هنا إلى الأبد.”

شعر سامي بقشعريرة تسري في جسده، وسأل الرجل عن كيفية العودة. أخبره أن عليه العثور على مفتاح ذهبي مخبأ في أحد المباني القديمة. لم يكن هناك وقت ليضيعه، فانطلق يبحث في كل زاوية وركن.

عالم القصص

بعد بحث طويل، وجد سامي المفتاح داخل صندوق خشبي قديم في قبو مهجور. ما إن أمسك به حتى شعر بجاذبية قوية تسحبه إلى الوراء. أغمض عينيه للحظة، وعندما فتحهما، وجد نفسه أمام باب منزله، وكأن شيئًا لم يكن.

نظر حوله، تنفس الصعداء، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان ما حدث مجرد حلم أم حقيقة. لكن الشيء الوحيد الذي كان متأكدًا منه هو أن تلك الليلة غيرت حياته للأبد.

هل تعتقد أن الأبواب إلى العوالم الأخرى موجودة حقًا، أم أنها مجرد خيال؟