الدمية الناطقة

الدمية الناطقة: قصة رعب لا تُنسى

في ليلة مظلمة وهادئة، وبين أزقة مدينة صغيرة، كانت هناك متاجر صغيرة تعج بالبضائع القديمة والنادرة. وسط تلك المتاجر، كان هناك متجر غامض يدعى “أنتيك الأحلام”. هذا المتجر كان مختلفًا عن البقية، إذ كان يشع بهالة غامضة تدفعك للشعور بعدم الارتياح بمجرد النظر إليه. خلف واجهة الزجاج المتربة، كانت تقبع دمية قديمة بأعين زجاجية تبدو وكأنها تراقب كل من يمر بجوار المتجر.

اكتشاف الدمية الغامضة

في صباح يوم خريفي بارد، دخلت ليلى، وهي شابة شغوفة بجمع التحف النادرة، إلى متجر “أنتيك الأحلام”. جذبها سحر الأشياء القديمة، فبدأت تتجول بين الأرفف بحماس. وبينما كانت تتمعن في القطع المعروضة، لفت نظرها الدمية. كانت الدمية ترتدي فستانًا ورديًا قديمًا وتزين رأسها بشريط أبيض. عندما اقتربت ليلى منها، شعرت بقشعريرة تسري في جسدها. ومع ذلك، لم تستطع مقاومة شرائها، فقد شعرت وكأنها تناديها.

طلبت ليلى من صاحب المتجر أن يبيعها الدمية. نظر إليها الرجل العجوز بنظرة غريبة وقال: “هذه الدمية ليست عادية. لديها تاريخ مظلم.” لم تهتم ليلى بكلامه، وظنت أنه يحاول رفع ثمنها. وبعد نقاش بسيط، وافقت على السعر وأخذت الدمية معها إلى المنزل.

بداية الأحداث الغريبة

عندما وصلت ليلى إلى شقتها، وضعت الدمية على رف في غرفة المعيشة وبدأت بترتيب بقية التحف. ولكن في الليلة الأولى، بدأت أشياء غريبة تحدث. سمعت أصوات خطوات خفيفة في الممر، رغم أنها تعيش بمفردها. وفي بعض الأحيان، كانت تشعر بأن الدمية تغير مكانها. في البداية، ظنت أن الأمر مجرد تخيلات، وربما بسبب التعب.

ولكن مع مرور الأيام، بدأت الأمور تزداد غرابة. ذات ليلة، استيقظت ليلى على صوت همسات. فتحت عينيها لتجد الدمية جالسة على كرسي بجوار سريرها، رغم أنها كانت قد تركتها في غرفة المعيشة. شعرت بالرعب، لكنها حاولت إقناع نفسها بأن الأمر مجرد حلم.

كشف السر

قررت ليلى أن تبحث عن تاريخ هذه الدمية. استعانت بصديقة لها تدعى مريم، وهي خبيرة في التحف القديمة. عندما رأت مريم الدمية، أصابها الذهول وقالت: “لقد سمعت عن هذه الدمية من قبل. إنها مرتبطة بأسطورة قديمة عن فتاة صغيرة تدعى إيفا.”

وفقًا للأسطورة، كانت إيفا تعيش في قرية نائية قبل أكثر من مائة عام. كانت طفلة وحيدة ومحبوبة من الجميع. في عيد ميلادها الثامن، أهداها والدها هذه الدمية المصنوعة يدويًا. ولكن بعد أيام قليلة، اختفت الفتاة في ظروف غامضة. يقول البعض إنها تعرضت لحادث مروع، بينما يعتقد آخرون أن هناك قوة شريرة قد استحوذت على الدمية. ومنذ ذلك الحين، بدأت تظهر الدمية في أماكن مختلفة، وأينما وجدت، كانت تحدث أمور غريبة.

التصعيد

لم تأخذ ليلى القصة على محمل الجد. لكنها بدأت تواجه أحداثًا أكثر رعبًا. كانت الأضواء تشتعل وتطفأ من تلقاء نفسها، والأصوات الغامضة أصبحت أكثر وضوحًا. وفي إحدى الليالي، استيقظت ليلى لتجد الدمية جالسة على صدرها، تنظر إليها بأعينها الزجاجية الباردة. حاولت ليلى الصراخ، لكنها شعرت وكأن هناك قوة تمنعها.

في اليوم التالي، قررت التخلص من الدمية. أخذتها إلى الغابة البعيدة ودفنتها تحت شجرة كبيرة. عادت إلى المنزل وهي تشعر بالراحة لأول مرة منذ أيام. ولكن في تلك الليلة، وبينما كانت تستعد للنوم، سمعت صوتًا مألوفًا يأتي من غرفة المعيشة. عندما دخلت الغرفة، وجدت الدمية جالسة على الرف، كما لو أنها لم تغادر المنزل أبدًا.

النهاية المفاجئة

لم يكن أمام ليلى خيار سوى مواجهة الحقيقة. قررت العودة إلى المتجر وسؤال الرجل العجوز عن طريقة للتخلص من الدمية. عندما وصلت إلى المتجر، كان مغلقًا، وكأن أحدًا لم يفتح أبوابه منذ سنوات. حاولت البحث عن أي دليل، لكنها لم تجد شيئًا.

مع مرور الوقت، اختفت ليلى بشكل غامض، ولم يعثر عليها أحد. وعندما زار أحد الجيران شقتها بعد أيام من اختفائها، وجد الدمية جالسة على الطاولة، تحدق مباشرة في الباب. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الدمية تظهر في أماكن جديدة، تنتظر ضحية أخرى تقع تحت سحرها الملعون.

—

نصائح لمحبي جمع التحف

1. تحقق من تاريخ القطعة: قبل شراء أي قطعة قديمة، حاول معرفة قصتها وما إذا كانت مرتبطة بأي أحداث غريبة.

2. استمع للتحذيرات: إذا أخبرك البائع أن هناك شيئًا غير عادي، فلا تتجاهل كلامه.

3. احذر من التحف الغامضة: ليس كل ما هو قديم آمنًا. بعض القطع قد تحمل معها طاقة أو تاريخًا مظلمًا.

قصة الدمية الناطقة تظل تحذيرًا لكل من يهوى جمع التحف النادرة. فقد تكون بعض الأشياء أكثر من مجرد قطع للزينة،

وربما تحمل معها أسرارًا قد لا يريد أحد اكتشافها.