الدب الطيب والطفل الصغير

الدب الطيب والطفل الصغير

عالم القصص

في أعماق الغابة الكثيفة، كان هناك دب طيب يعيش وحيدًا في كهف صغير قرب نبع ماء صافٍ. كان الدب يُدعى “باسل”، وقد عرف بين الحيوانات بطيبته وحكمته. رغم حجمه الكبير ومظهره الذي قد يخيف الآخرين، إلا أن قلبه كان مليئًا بالرحمة والمحبة.

في صباح أحد الأيام المشمسة، وبينما كان باسل يتجول في الغابة يبحث عن التوت والعسل، سمع صوت بكاء ضعيف قادم من بين الأشجار. تسلل بحذر نحو الصوت حتى وجد طفلًا صغيرًا يجلس على الأرض، يبدو عليه الضياع والخوف. كان الطفل يرتدي ملابس متسخة وعيناه ممتلئتان بالدموع.

اقترب باسل برفق وقال بصوته العميق: “ما بك يا صغيري؟ لماذا تبكي؟”

رفع الطفل رأسه ونظر إلى الدب بخوف، لكنه سرعان ما شعر بالراحة عندما لاحظ ابتسامة باسل الطيبة. قال الطفل بصوت متقطع: “لقد ضعت! كنت ألعب مع أصدقائي، وابتعدت عنهم. لا أعرف كيف أعود إلى منزلي.”

ابتسم باسل وقال: “لا تقلق، سأساعدك. لكن أولاً، هل أكلت شيئًا؟ يبدو أنك جائع.”

هز الطفل رأسه بالنفي. فقام باسل بجمع بعض التوت والعسل وقدمها للطفل. أكل الطفل بشهية وشكر باسل بابتسامة خجولة.

رحلة البحث عن المنزل

عالم القصص

بعد أن انتهى الطفل من الأكل، قال باسل: “حسنًا، لنبدأ بالبحث عن طريق منزلك. هل تتذكر أي شيء عن المكان الذي أتيت منه؟”

أجاب الطفل: “كنت أسمع صوت النهر ونحن نلعب، لكنني ابتعدت كثيرًا عنه.”

فكر باسل قليلاً وقال: “إذاً، سنبحث عن النهر أولاً. تعال، سأحملك على ظهري لننتقل بسرعة.”

ركب الطفل على ظهر باسل، وبدأ الدب بالسير بين الأشجار الكثيفة. كان الغابة مليئة بالأصوات، من زقزقة العصافير إلى حفيف الأوراق. شعر الطفل بالأمان وهو مع باسل، وبدأ يتحدث معه عن عائلته وأصدقائه.

قال الطفل: “أحب أخي الصغير كثيرًا، لكنه دائمًا يأخذ ألعابي. أما أمي، فهي تصنع أشهى الأطعمة. أتمنى أن أعود إليهم قريبًا.”

رد باسل بابتسامة: “ستعود إليهم قريبًا، وأنا متأكد أنهم يبحثون عنك الآن.”

مواجهة المخاطر

عالم القصص

بينما كانا يسيران، سمعا فجأة صوت ذئب يعوي في مكان قريب. توقف باسل للحظة ونظر حوله بحذر. قال للطفل: “تمسك جيدًا، قد نواجه بعض المخاطر.”

استمر باسل في السير بحذر، وفجأة ظهر ذئب كبير أمامهما. نظر الذئب إلى باسل والطفل بنظرة شرسة وقال: “ما الذي تفعله هنا أيها الدب؟ ومن هذا الصغير؟”

رد باسل بثبات: “أنا أساعد هذا الطفل الضائع. ليس لدينا نية لإزعاج أحد. دعنا نمر بسلام.”

ضحك الذئب وقال: “لن أترككما تمران بسهولة. يجب أن تدفعا الثمن.”

وقف باسل بثبات وقال: “لن أسمح لك بأذية هذا الطفل. إذا كنت تريد شيئًا، فتعال إلي أنا.”

بدأت مواجهة بين باسل والذئب. ورغم أن باسل كان طيبًا، إلا أنه كان قويًا وشجاعًا عندما يتعلق الأمر بحماية الآخرين. تمكن باسل من إخافة الذئب ودفعه للهرب، بينما كان الطفل ينظر إليه بإعجاب.

العودة إلى الأمان

عالم القصص

بعد هذه المواجهة، واصل باسل والطفل رحلتهما حتى وصلا إلى النهر. كان الطفل سعيدًا وقال: “هذا هو النهر! الآن أستطيع أن أجد طريقي إلى المنزل.”

رافق باسل الطفل حتى اقتربا من أطراف الغابة، حيث كانت مجموعة من الناس تبحث عنه. كان والد الطفل ووالدته بين الحشد، وعندما رأوه، ركضوا نحوه واحتضنوه بقوة. كانت الدموع تملأ عيونهم وهم يشكرون باسل على مساعدته.

قال والد الطفل: “لن ننسى ما فعلته من أجلنا. أنت حقًا دب طيب.”

ابتسم باسل وقال: “هذا واجبي. المهم أن الطفل عاد بأمان.” ثم عاد إلى غابته، سعيدًا لأنه استطاع مساعدة شخص محتاج.

سؤال للقارئ

إذا كنت مكان الدب الطيب، كيف ستتصرف إذا واجهت موقفًا مشابهًا؟ شاركنا رأيك في التعليقات.