الدب الذي أصبح صديقًا للشمس

الدب الذي أصبح صديقًا للشمس

عالم القصص

في أعماق غابةٍ كثيفةٍ ممتدة على مرمى البصر، عاش دب صغير يُدعى “بورا”. كان بورا دبًا مميزًا؛ ليس فقط بسبب فرائه الناعم الذي يشبه شعاع الشمس، بل لأنه كان دائمًا يشعر بارتباط غريب مع الشمس. كل صباح، كان يقف على قمة التل المواجهة لمنزله، ويرفع رأسه نحو السماء، يتأمل أشعة الشمس الذهبية وهي تلامس أوراق الشجر برقة.

بداية المغامرة

كان بورا يحب التحديق في الشمس كثيرًا، حتى أن أصدقاءه من الحيوانات كانوا يسخرون منه. “الشمس لا يمكن أن تكون صديقتك!” قال الأرنب الصغير يومًا. لكن بورا لم يكترث. كان يؤمن بأن الشمس تحمل رسالة له، وأنه يومًا ما سيكتشف سرّ هذه العلاقة الغامضة.

وفي أحد الأيام، بينما كان يجلس تحت شجرة بلوط عملاقة، لاحظ شعاعًا من الشمس يتسلل عبر الأغصان ليسقط مباشرة على كفه. شعر بورا بدفء غريب وقوة تسري في جسده، وكأن الشمس تحاول التحدث إليه. قرر حينها أنه يجب أن يقترب منها أكثر.

رحلة إلى الجبل

سمع بورا من الحكيم “الثعلب العجوز” عن جبل الشمس، وهو جبل يُقال إن من يصل إلى قمته يستطيع أن يتحدث مباشرة مع الشمس. لم يتردد بورا، وقرر أن يبدأ رحلته على الفور. جهز نفسه ببعض العسل والماء، وانطلق.

كانت الرحلة طويلة وصعبة. واجه بورا العديد من العقبات، من أنهار جارفة إلى حيوانات مفترسة. لكنه كان يواصل التقدم، وكلما شعر بالتعب، كان ينظر إلى السماء ليرى الشمس تبتسم له، وكأنها تقول: “أنا بانتظارك.”

لقاء الشمس

بعد أيام من السفر، وصل بورا إلى قمة جبل الشمس. كانت القمة مشرقة بشكل مذهل، وكأنها مغطاة بسجادة من الضوء الذهبي. وقف بورا هناك، ينظر إلى الشمس مباشرة، وقال: “أيتها الشمس العظيمة، أشعر أنكِ تنادينني دائمًا. لماذا أنا؟”

تفاجأ بورا عندما سمع صوتًا ناعمًا يرد عليه. “لأنك مختلف يا بورا. قلبك مليء بالنقاء والدفء، وأنت الوحيد الذي لم يخشَ النظر إليّ. أردت أن أخبرك بأنك تملك قوة خاصة.”

“ما هذه القوة؟” سأل بورا.

“قوة نشر النور والدفء في قلوب الآخرين. ستصبح جسرًا بيني وبين كل من يشعر بالظلام في قلبه.” قالت الشمس.

العودة إلى الغابة

عاد بورا إلى الغابة، لكنه لم يعد دبًا عاديًا. أصبح مصدر طاقة وإلهام لكل من حوله. كلما شعر أحدهم بالحزن أو الخوف، كان بورا يجلس معه، يتحدث إليه، ويمنحه شعورًا بالدفء والراحة.

انتشرت قصته في جميع أنحاء الغابة، وأصبح يُعرف بـ”الدب المضيء”. لم يعد أحد يسخر منه، بل أصبح الجميع يرون فيه مثالًا للشجاعة والنقاء. وكانت الشمس تظهر دائمًا في كل صباح لتلقي عليه شعاعًا خاصًا، كإشارة على صداقتهما الدائمة.

سؤال للقارئ

هل تعتقد أن الدفء الداخلي يمكن أن يغير حياة الآخرين من حولنا؟ وكيف يمكننا نشر النور في عالم مليء بالتحديات؟

عالم القصص