الحلم الضائع يعود فجأة

الحلم الضائع يعود فجأة

في قرية صغيرة تقع وسط تلال خضراء مترامية الأطراف، عاش شاب يدعى سامر. كان سامر معروفًا في قريته بحلمه الكبير الذي لطالما أثار دهشة الجميع. كان يحلم بأن يصبح موسيقيًّا عالميًّا يعزف على البيانو في قاعات كبرى حول العالم. لكن هذا الحلم بدا مستحيلاً بسبب ظروف حياته البسيطة.

عالم القصص

كان سامر يمتلك موهبة فريدة. في صغره، صنع لنفسه بيانو خشبي بسيط بمساعدة والده، وكان يقضي ساعات طويلة يعزف عليه ألحانًا تنبع من قلبه. لكن مع مرور السنوات، واجه سامر عقبات كبيرة. وفاة والده المفاجئة أجبرته على ترك المدرسة والعمل في الحقول لدعم أسرته. ومع ذلك، لم ينسَ حلمه أبدًا.

في إحدى الليالي الباردة، وبينما كان سامر يعمل في الحقل، سمع صوت بيانو يأتي من منزل مهجور قريب. اندفع نحو المنزل ودخل بحذر ليجد بيانو حقيقيًا مغطى بالغبار. جلس أمامه وبدأ يعزف بتردد، لكن الألحان تدفقت منه كأنها تنتظره منذ سنوات. شعر وكأنه وجد جزءًا من روحه الضائعة.

عالم القصص

مرت الأيام وسامر يعود كل ليلة إلى المنزل المهجور ليعزف على البيانو. كان يشعر وكأنه يعزف للعالم بأسره رغم أن المكان كان خاليًا. وفي إحدى الليالي، سمع تصفيقًا خفيفًا. التفت ليجد رجلاً مسنًّا يرتدي ملابس أنيقة يقف عند الباب. قال الرجل: “لم أسمع موسيقى بهذه الروعة منذ سنوات. من أنت؟”

تردد سامر قبل أن يجيب: “أنا مجرد مزارع يحب الموسيقى.”

ابتسم الرجل وقال: “أنا سعيد لأنني مررت هنا الليلة. اسمي جورج وأنا موسيقي متقاعد. يمكنني مساعدتك إذا أردت.”

عالم القصص

بدأ جورج يدرب سامر على العزف بشكل احترافي. اكتشف سامر أن الرجل كان يومًا عازف بيانو مشهورًا، لكنه اعتزل بسبب إصابة في يده. ومع التدريب المكثف، تحسنت مهارات سامر بشكل كبير. اقترح جورج أن يشارك سامر في مسابقة موسيقية محلية.

رغم تردد سامر وخوفه من الفشل، قرر المحاولة. في يوم المسابقة، صعد إلى المسرح أمام جمهور كبير لأول مرة في حياته. عندما بدأ العزف، عمَّ الصمت القاعة. انتهى الأداء بتصفيق حار وهتافات، وحصل سامر على المركز الأول.

عالم القصص

انتشر خبر موهبة سامر بسرعة، وتلقى دعوة للعزف في مدينة كبيرة. كان هذا بمثابة تحقيق لحلمه الذي ظن أنه قد ضاع إلى الأبد. بدأ سامر جولة موسيقية، وانتقل من مدينة إلى أخرى، يحمل معه شغفه وإلهامه.

لكن ما يميز قصة سامر هو تواضعه. لم ينسَ قريته الصغيرة ولا البيانو الخشبي الذي صنعه بيديه. عاد يومًا إلى قريته وأقام حفلاً كبيرًا في الهواء الطلق لكل من دعمه ووقف بجانبه.

عالم القصص

أثبتت قصة سامر أن الأحلام لا تموت أبدًا، بل تنتظر اللحظة المناسبة لتعود إلى الحياة. لكن هل كنت تعتقد أن سامر كان عليه التخلي عن حلمه ليعيش حياة واقعية؟ أم أن السعي وراء الأحلام هو ما يجعل الحياة تستحق العيش؟ شاركنا رأيك!