الحقل الذي لا ينتهي

في قرية هادئة محاطة بالطبيعة الخلابة، وقع «الحقل الذي لا ينتهي»، مكان أسطوري تنسج حوله الحكايات والأساطير. كان الحقل يمتد لا يرى له نهاية، حتى يظن السائر فيه أنه لن يصل لنقطة نهاية مهما مشى.

كان الحقل مغطى بنباتات القمح الذهبية التي تميل مع هبوب الرياح، مولدة موسيقى هادئة كانت تسمو بالنفس وتستحضر ذكريات الهدوء والسكينة. لكن كان هناك شيء غريب في هذا المكان، فبرغم كل من قام بدخول الحقل يفقد إحساسه بالزمن والمكان.

في يوم من الأيام، قررت «ليلى»، فتاة صغيرة تعيش في هذه القرية، الخروج لاكتشاف سر الحقل الغامض. كان السكان ينصحونها بعدم دخول الحقل، لكن حبها للمغامرة وفضولها عن المجهول غلبا على خوفها.

مسكة ليلى سلة صغيرة وفي قلبها حلم فهم لغز الحقل. مع الخطوة الأولى في الحقل، استقبلتها نسمة هواء معطرة برائحة الزهور المخفية بين أصواف القمح. كان كل شيء يشبه الحلم، ولكن ليلى لا تعلم أن موضوعاً غريبا سوف يكشف عن نفسه قريبا.

بينما كانت ليلى تسير وتلتقط بعض الزهور لتضعها في سلتها، لاحظت أن مسافة السير تطول دون أن تصل إلى أي نهاية. توقفت ونظرت حولها، لا توجد معالم للقرية ولا للطريق الذي أتت منه. ساورها الخوف لكن قلبها كان يدفعها لمواصلة المشوار.

فجأة، وفي وسط هذا الحقل، ظهر ليلى شخص غريب. كان يلتحف بعباءة قديمة وعيناه تلمع ببرقة غامضة. قال: «ما الذي تبحثين عنه يا صغيرتي؟»

أجابت ليلى: «أنا أريد فهم سر هذا الحقل ولماذا يستمر إلى ما لا نهاية».

اتسعت ابتسامة غموض على وجه الرجل، وقال: «لن ينتهي هذا الحقل لأنه ممتلك الأحلام. وفقط من يفهم معنى الرضا يستطيع الخروج منه».

عندما فهمت ليلى معنى كلماته، شعرت بالطمأنينة والهدوء. وفجأة، عادت إلى القرية لتحكي قصتها، وتعلمت أن السر ليس في مدى اتساع الحقل، بل في القلب وما يحمله من رضا وسلام.