الجسر الذي جمع الأحلام

الجسر الذي جمع الأحلام

في قلب إحدى القرى الصغيرة، وبين تلالها الخضراء ووديانها الهادئة، كان هناك جسر خشبي قديم يربط بين طرفي نهر متدفق. لم يكن الجسر مجرد وسيلة للعبور، بل كان مكانًا تنسج فيه الحكايات وتولد الأحلام. أطلق عليه أهل القرية “جسر الأحلام” لأنه شهد العديد من الأحداث التي غيرت حياة الناس.

البداية

كانت القرية هادئة ومسالمة، وكان الجسر يجمع الناس في الأعياد والمناسبات. ذات يوم، جاء رجل غريب إلى القرية يُدعى “ياسين”. كان ياسين شابًا وسيمًا لكن عيناه تحملان حزنًا دفينًا. لم يعرف أحد من أين أتى، لكنه سرعان ما أصبح جزءًا من حياة القرية، حيث عمل نجارًا يصلح القوارب والجسور.

ذات مساء، بينما كان ياسين يجلس على الجسر، التقى بفتاة تدعى “ليلى”، فتاة رقيقة تحمل دفتراً صغيراً تسجل فيه أحلامها. كانت ليلى تحلم بأن تكون كاتبة مشهورة، لكن الفقر والظروف الصعبة منعاها من تحقيق حلمها. بدأت بينهما علاقة صداقة قوية، وأصبح الجسر مكانهما المفضل لتبادل الأحلام والآمال.

الحلم الكبير

مع مرور الوقت، لاحظ أهل القرية تغيرًا غريبًا. كان الجسر يُضيء ليلاً بوهج خافت لم يستطع أحد تفسيره. تحدث ياسين وليلى عن هذه الظاهرة وأطلقا عليها اسم “نور الأحلام”. قال ياسين مبتسمًا:

“ربما الجسر يسمع أحلامنا ويضيء ليُذكّرنا بأننا قادرون على تحقيقها.”

اقترحت ليلى أن يجمعا أحلام أهل القرية ويكتباها في كتاب واحد، لتشجيع الجميع على السعي وراء أحلامهم. بدأت ليلى وياسين في التحدث مع سكان القرية وجمع قصصهم. كانت الأحلام بسيطة لكنها مليئة بالأمل، كحلم المزارع الذي يريد حصادًا وفيرًا، وحلم الصبي الصغير الذي يريد أن يصبح طبيبًا.

العقبة

لكن لم تكن الأمور سهلة. جاء يومٌ عاصفٌ، ودمر النهر جزءًا كبيرًا من الجسر. شعر أهل القرية بالحزن، لأن الجسر كان رمزًا للأمل والوحدة. قرر ياسين أن يعيد بناء الجسر بمساعدة أهل القرية. كانت المهمة شاقة، لكن العمل الجماعي والتعاون جعلا المستحيل ممكنًا.

وأثناء إعادة البناء، اكتشف ياسين رسالة قديمة محفورة على أحد ألواح الجسر، تقول:

“هذا الجسر يحمل أكثر من الأقدام، إنه يحمل الأحلام.”

النهاية الجديدة

بعد أشهر من العمل الشاق، اكتمل بناء الجسر، لكن هذه المرة كان مختلفًا. وضع ياسين وليلى لوحة صغيرة عند مدخله كتب عليها:

“كل حلم يبدأ بخطوة… ابدأ من هنا.”

أصبحت القرية مقصدًا للزوار الذين سمعوا عن “جسر الأحلام”. حققت ليلى حلمها وأصدرت كتابًا بعنوان “الجسر الذي جمع الأحلام”، يحكي قصص أهل قريتها، وأصبح ياسين رمزًا للأمل والعمل الجاد.

ظل الجسر يُضيء ليلاً بنوره الخافت، وكأنه يهمس لكل من يعبره:

“لا تخف، أحلامك تنتظرك.”

سؤال للقارئ:

ما هو الحلم الذي تحمل بد

اخلك، وهل حان الوقت لتبدأ في تحقيقه؟