الباب الذي لا يُفتح

الباب الذي لا يُفتح

في قرية صغيرة تقع على أطراف الجبال البعيدة، كان هناك منزل قديم عرفه الجميع باسم “المنزل الغامض”. كان المنزل مهجورًا منذ سنوات طويلة، ولكن ما جعله محط أنظار الجميع هو الباب الحديدي الكبير الذي يتوسطه. هذا الباب لم يُفتح قط، رغم محاولات الكثيرين. كان النقش الغامض المحفور عليه يثير التساؤلات: “لا تُفتحني إلا لمن يملك الإجابة”.

أصبحت القصة محور أحاديث سكان القرية، وتناقلت الأجيال الحكايات والأساطير حول هذا الباب. قيل إنه يخفي وراءه كنزًا ثمينًا، وقيل إنه يؤدي إلى عالم آخر. لكن لم يتمكن أحد من كشف سره، وظل المنزل معزولًا عن العالم، يزوره فقط الباحثون عن المغامرة.

زيارة جديدة للغموض

كان “أدهم”، شاب في منتصف العشرينيات، يهوى اكتشاف الأسرار والخفايا. حين سمع عن الباب، قرر أن يزور القرية. كان يعلم أن هناك شيئًا مختلفًا في هذه القصة، وكأن النداء يأتيه من الداخل. وصل أدهم إلى القرية وسط استغراب سكانها، الذين اعتادوا رؤية الزوار يغادرون المنزل مخذولين.

عند وصوله إلى المنزل، وقف أمام الباب وتأمله مليًا. النقوش لم تكن مجرد كلمات، بل رسومات معقدة تحكي قصة طويلة. قاده حدسه إلى الاعتقاد بأن السر يكمن في فهم هذه النقوش، وليس في القوة أو الأدوات.

رحلة البحث

بدأ أدهم في البحث عن أي معلومات قد تساعده. تحدث مع كبار السن في القرية، لكنه لم يجد إجابة واضحة. كل ما حصل عليه كان قصصًا مشوشة عن رجل حكيم عاش في المنزل قبل عقود. قيل إن الرجل كان معزولًا، ويقضي وقته في كتابة كتب عن الفلسفة والحكمة. توصل أدهم إلى أن الإجابة على اللغز قد تكون مرتبطة بما تركه هذا الرجل.

بمساعدة أحد سكان القرية، عثر أدهم على مكتبة صغيرة مهجورة قريبة من المنزل. كانت تحتوي على كتب قديمة ومخطوطات. بدأ في قراءة كل ما يمكنه، حتى وجد مخطوطة كتب عليها: “الباب ليس بابًا، بل سؤال. الإجابة ليست في الفتح، بل في الفهم”.

المواجهة

عاد أدهم إلى المنزل حاملًا معه أفكارًا جديدة. وقف أمام الباب، وأغمض عينيه. تذكر كلمات المخطوطة وبدأ يتأمل معاني النقوش. كانت الرسومات تتحدث عن التواضع، والحكمة، والرضا. أدرك أدهم أن السؤال الحقيقي الذي يطرحه الباب هو: “ما الذي تبحث عنه؟”.

فتح أدهم عينيه وهمس أمام الباب: “البحث ليس عن كنز، بل عن فهم النفس”. للحظة، ساد الصمت. ثم حدث شيء غريب، اختفت النقوش من على الباب، وسمع صوتًا عميقًا يقول: “لقد فهمت. ليس كل باب يُفتح باليد، بل بالقلب”.

النهاية

عاد أدهم إلى القرية، ليخبر الجميع بما حدث. لم يجد وراء الباب كنزًا ماديًا، بل غرفة بسيطة مليئة بالكتب والمخطوطات التي تتحدث عن قيم الحياة وأهميتها. أصبحت القصة مصدر إلهام لسكان القرية، وعاد المنزل الغامض ليكون رمزًا للحكمة بدلاً من الغموض.

هل تعتقد أن الأبواب المغلقة في حياتنا تحمل أسرا

رًا أم دروسًا؟ شاركنا رأيك!