البئر التي تتحدث

البئر التي تتحدث

في قرية صغيرة بعيدة، كانت هناك بئر مهجورة تحيط بها الأشجار الكثيفة والأعشاب البرية. لم يكن أحد في القرية يقترب منها، فقد كان يُقال إنها مسكونة، وإن كل من اقترب منها سمع صوتًا غريبًا ينبعث منها.

البداية الغامضة

ذات يوم، قررت فتاة شابة تدعى “ليلى” معرفة الحقيقة. كانت ليلى فتاة فضولية، لا تخاف من الحكايات التي تُروى. شعرت أن هناك سرًا وراء هذا البئر، وقررت كشفه. حملت مصباحها القديم وتوجهت إلى البئر عند الغروب.

عندما وصلت، شعرت بهواء بارد يحيط بالمكان. اقتربت بحذر من البئر ونظرت إلى الداخل. كان الظلام يسيطر على كل شيء، لكنها شعرت بشيء غريب وكأن البئر يُخفي سرًا دفينًا. فجأة، سمعت صوتًا ضعيفًا: “من هناك؟”. تراجعت خطوة إلى الوراء، لكنها تمالكت نفسها وسألت: “من أنت؟”.

الحوار الأول

بدأ الصوت يتحدث بهدوء، وكأنه يحكي قصة قديمة. قال الصوت: “أنا روح هذا البئر. منذ مئات السنين، كنت مكانًا يلجأ إليه الناس للحصول على الماء، ولكني الآن مهجور، ولا أحد يتذكرني”.

تعجبت ليلى من الحديث. لم تتوقع أن يكون البئر قادرًا على الكلام. قررت أن تسأله: “لماذا يتجنبك الناس؟”. رد البئر بصوت مليء بالحزن: “قبل سنوات، أُلقِيَ فيَّ شيءٌ خطير، ومنذ ذلك الوقت بدأ الناس يخافون مني”.

رحلة البحث عن الحقيقة

قررت ليلى معرفة المزيد. سألت شيوخ القرية عن البئر، لكن معظمهم رفض الحديث عنه. أخيرًا، أخبرها رجل عجوز أن البئر كان شاهدًا على حادثة غريبة. قال الرجل: “في يوم عاصف، جاء رجل غريب إلى القرية وألقى صندوقًا في البئر. ومنذ ذلك اليوم، تغير كل شيء. أصوات غريبة بدأت تنبعث منه، والماء أصبح سامًا”.

لم تستطع ليلى التوقف عن التفكير في القصة. شعرت أن عليها فعل شيء لاستعادة سلام البئر. جمعت معداتها وقررت النزول إلى البئر، رغم المخاطر.

داخل البئر

كان النزول مظلمًا ومرعبًا. مع كل خطوة، كانت تسمع همسات خافتة. عندما وصلت إلى القاع، رأت صندوقًا قديمًا مغطى بالطين والأعشاب. فتحت الصندوق ببطء، ووجدت بداخله كتابًا قديمًا مكتوبًا بلغة غريبة.

سمع الصوت يقول: “هذا هو السبب في معاناتي. هذا الكتاب يحمل لعنة قديمة. إذا استطعتِ تدميره، سأعود كما كنت”. لم تتردد ليلى، حملت الكتاب وصعدت إلى السطح.

كسر اللعنة

استعانت ليلى بمساعدة أحد العلماء الذين يعيشون في المدينة. قام بتحليل الكتاب، واكتشف أنه يحتوي على رموز غامضة يمكن إبطالها باستخدام تعويذة معينة. معًا، قرروا تدمير الكتاب وإنهاء اللعنة.

عندما تم حرق الكتاب، حدث شيء غريب. بدأت البئر تصدر ضوءًا خافتًا، وعاد صوتها ليكون هادئًا ومطمئنًا. شكرها البئر قائلاً: “لقد أنقذتني. الآن يمكن للقرية أن تعود وتستخدم مياهي من جديد”.

العودة إلى القرية

عادت ليلى إلى القرية وأخبرت الجميع بما حدث. تردد البعض في البداية، لكنهم عادوا تدريجيًا لاستخدام البئر. أصبحت ليلى بطلة في القرية، وصار البئر رمزًا للأمل والإصرار.

السؤال للقارئ

ما رأيك، هل كنت ستتحلى بالش

جاعة الكافية لمواجهة البئر وكشف أسراره؟