الاختبار الذي لم ينتهِ

الاختبار الذي لم ينتهِ

عالم القصص

في قرية صغيرة نائية بين الجبال، كانت تعيش فتاة تُدعى سلمى. كانت سلمى تُعرف بشغفها الكبير بالتعلم وحبها للمعرفة. رغم الحياة البسيطة التي عاشتها في قريتها، كانت تحمل حلمًا كبيرًا بأن تصبح طبيبة تساعد أهل قريتها.

ذات يوم، أعلن مدير المدرسة عن اختبار شامل للطلاب، وكان هذا الاختبار يُعد الفاصل بين الحصول على منحة دراسية للدراسة في المدينة أو البقاء في القرية. شعرت سلمى بحماس كبير، ولكنها كانت تدرك أن المهمة ليست سهلة. كانت المنافسة شديدة، خاصة مع وجود طالب آخر يُدعى يوسف، الذي كان يُعتبر من أذكى الطلاب في المدرسة.

التحضير للاختبار

عالم القصص

بدأت سلمى في التحضير للاختبار بكل جدية. كانت تمضي ساعات طويلة في القراءة وحل الأسئلة. كانت تستيقظ قبل الفجر لتراجع دروسها، وتستعين بوالدها الذي كان يعمل مُزارعًا، لكنه كان يُشجعها دائمًا على المضي قدمًا في تحقيق أحلامها. في المقابل، كان يوسف يعتمد على دروس خاصة مع أحد المدرسين في المدينة، مما زاد من قلق سلمى.

لكن سلمى لم تفقد الأمل. قررت أن تستعين بذكائها وتصمم خطة مُحكمة للمذاكرة. قسمت وقتها بين الدراسة، الراحة، وممارسة هوايتها في الرسم، التي كانت تساعدها على تخفيف التوتر.

يوم الاختبار

عالم القصص

حلَّ اليوم المنتظر. استيقظت سلمى مبكرًا وذهبت إلى المدرسة وهي تشعر بمزيج من الحماس والرهبة. جلست في قاعة الامتحان وبدأت في قراءة الأسئلة. كانت الأسئلة صعبة، لكنها استطاعت أن تحافظ على هدوئها وتُجيب بتركيز.

فجأة، حدث أمر غير متوقع. انقطعت الكهرباء في المدرسة، مما جعل القاعة تغرق في الظلام. حاول المراقبون تهدئة الطلاب، لكن القلق بدأ يتسرب إلى الجميع. اقترح البعض تأجيل الامتحان، لكن مدير المدرسة أصر على استكماله باستخدام الأضواء اليدوية.

المفاجأة الكبرى

عالم القصص

رغم الظلام، تابعت سلمى الامتحان، واعتمدت على ذاكرتها القوية. في المقابل، بدا يوسف مرتبكًا وغير قادر على التركيز. بعد انتهاء الوقت، جمعت الأوراق وأُعلن أن النتائج ستصدر في اليوم التالي.

عادت سلمى إلى المنزل وهي تشعر بالقلق. لم تكن متأكدة من أدائها، لكنها كانت تعلم أنها بذلت أقصى ما لديها. جلست مع والدها وحدثته عن مخاوفها، فابتسم وقال: “النجاح ليس فقط في النتيجة، بل في الجهد الذي تبذلينه لتحقيق أحلامك”.

النتيجة النهائية

عالم القصص

في اليوم التالي، اجتمع الطلاب في ساحة المدرسة لسماع النتائج. أعلن المدير اسم الطالب الحاصل على المنحة الدراسية، وكانت المفاجأة أن اسم سلمى هو الذي نُودي عليه. علت صيحات الفرح والتصفيق من الجميع، وشعرت سلمى بسعادة غامرة. لم تكن النتيجة فقط تتويجًا لجهودها، بل كانت دليلًا على أن الإصرار والتفاني هما مفتاح النجاح.

أما يوسف، فقد اقترب من سلمى وهنأها بابتسامة صادقة، وقال لها: “أنتِ تستحقين هذا الفوز حقًا. أتمنى لكِ كل التوفيق في رحلتك القادمة”. شعرت سلمى بالفخر وشكرت يوسف، متمنية له النجاح في المستقبل.

هل سبق وأن واجهت تحديًا شعرت أنه أكبر منك؟ كيف تعاملت معه؟ شاركنا تجربتك في التعليقات.