أشباح تظهر ليلاً في المقابر – عالم القصص
في قرية صغيرة محاطة بالتلال والغابات الكثيفة، كانت هناك مقبرة قديمة تُعرف باسم “مقبرة الهضبة”. تميزت هذه المقبرة بغموضها، وكانت محط أنظار السكان الذين يرددون قصصًا عن أشباح تظهر ليلاً بين القبور.
البداية الغامضة – عالم القصص
كان أحمد، شابًا مغامرًا، يعيش في القرية. رغم أنه لم يكن يصدق القصص عن الأشباح، إلا أن الفضول تغلب عليه. في إحدى الليالي المظلمة، قرر أحمد الذهاب إلى المقبرة لاكتشاف الحقيقة. حمل مصباحه اليدوي وتوجه نحو المقبرة، حيث كان الهواء باردًا والصمت يثير القشعريرة.
بينما كان يسير بين القبور، بدأ يسمع همسات غامضة. توقف للحظة وركز نظره، فرأى ظلًا يتحرك بسرعة بين الأشجار المحيطة. حاول أحمد إقناع نفسه بأن ما رآه مجرد خيالات، لكنه شعر بالخوف يتسلل إلى قلبه.
لقاء مع الشبح الأول – عالم القصص
واصل أحمد السير بحذر، وفجأة ظهر أمامه شبح يلبس رداءً أبيض شفافًا. كان الشبح يبدو حزينًا ويحمل في يده كتابًا قديمًا. قال الشبح بصوت مبحوح: “من أنت؟ ولماذا أتيت إلى هنا؟”
رغم الخوف، تمالك أحمد نفسه وقال: “أنا أحمد، وأتيت لأكتشف حقيقة الأشباح التي تتحدث عنها القرية.”
تنهد الشبح وقال: “أنا عبد الله. كنت كاتبًا في حياتي، وماتت عائلتي بسبب مرض خطير. بقيت هنا أبحث عن السلام لأني لم أستطع إنهاء كتابي الأخير.”
محاولة المساعدة – عالم القصص
قرر أحمد مساعدة عبد الله. جلس معه تحت ضوء القمر وطلب منه قراءة ما كتب. استمع أحمد باهتمام وأبدى ملاحظاته. بعد ساعات من الكتابة المشتركة، شعر عبد الله بالراحة. قال: “شكرًا لك، لقد ساعدتني على إنهاء ما لم أستطع إتمامه في حياتي. الآن أستطيع الرحيل بسلام.”
ظهور الأشباح الأخرى – عالم القصص
بينما كان أحمد يستعد للعودة إلى المنزل، ظهر له شبح آخر يحمل فانوسًا قديمًا. قال: “أنا زينب، كنت أعمل في زراعة الورود، ولم أتمكن من إعادة الحياة إلى حديقتي قبل وفاتي. هل يمكنك مساعدتي؟”
أخذ أحمد على عاتقه مساعدة زينب. في اليوم التالي، جلب معها أدوات الزراعة وزرع الورود حول المقبرة. بعد أيام، نبتت الورود وملأت المكان برائحتها الزكية. شعرت زينب بالسعادة وشكرته قبل أن تختفي.
المواجهة الأخيرة – عالم القصص
ذات ليلة، ظهر شبح غاضب يملأ المكان بضوء أحمر مخيف. قال: “أنا مالك المقبرة، ولا أريدك هنا!”
رد أحمد بشجاعة: “لم آتِ لإزعاجك، بل جئت لمساعدة الأرواح العالقة هنا. إذا كنت بحاجة إلى شيء، يمكنني مساعدتك أيضًا.”
هدأ الشبح وقال: “لطالما شعرت بالغضب لأن المقبرة تُنسى وتُترك للإهمال. إذا كنت تستطيع إعادتها إلى مجدها، فسأتركك وشأنك.”
قرر أحمد حشد أهل القرية لتنظيف المقبرة وإعادة ترتيب القبور. عمل الجميع بجد، وفي النهاية، أصبحت المقبرة مكانًا جميلًا ومهيبًا. شعر الشبح بالسلام وشكر أحمد قبل أن يختفي.
النهاية – عالم القصص
عاد أحمد إلى منزله وهو يشعر بالرضا، وعلم أن ما فعله لم يكن مجرد مغامرة، بل درس في مساعدة الآخرين، حتى لو كانوا أرواحًا عالقة.
سؤال للزائر
إذا كنت في موقف أحمد، هل كنت ستتجرأ على مواجهة الأشباح؟ وكيف كنت ستتعامل مع مواقفهم؟