موت الفجر

موت الفجر

في قرية نائية تقع بين الجبال والوديان، كانت هناك أسطورة قديمة تحكي عن “موت الفجر”، وهي لحظة يُقال إنها تأتي حينما تخفت أصوات الطبيعة فجأة، ويعم الصمت كأن الكون يحبس أنفاسه.

عالم القصص

كان “سليم” شابًا شجاعًا في العشرين من عمره، يعشق المغامرات. سمع عن الأسطورة منذ صغره ولكنه لم يصدقها. كان يعتبرها مجرد حكاية يرويها كبار السن لإخافة الأطفال. لكنه لم يكن يعلم أن هذه الأسطورة ستغير حياته.

بداية الرحلة

قرر سليم يومًا أن يستكشف الجبل الذي يُعتقد أن الأسطورة نشأت منه. جهز حقيبته وأخذ معه بعض الطعام والماء، وبدأ رحلته نحو المجهول. مع كل خطوة، كان يشعر وكأن الطبيعة تهمس له بأسرارها. الرياح كانت تهب بنعومة، وأصوات الطيور كانت تُطمئن قلبه.

عالم القصص

حين وصل إلى منتصف الجبل، التقى بعجوز تجلس تحت شجرة ضخمة. كانت المرأة تبدو كأنها خرجت من كتاب أساطير. نظرت إليه بعينيها العميقتين وقالت: “هل تبحث عن موت الفجر؟”. تفاجأ سليم وسألها: “وكيف تعرفين؟”. أجابت: “كل من يصعد هذا الجبل لا يسعى إلا لاكتشاف الحقيقة. لكن احذر، فالحقيقة لها ثمن.”

اللحظة الحاسمة

واصل سليم طريقه، وفي منتصف الليل، حينما خفتت أصوات الطبيعة تمامًا، حدث ما لم يكن في الحسبان. رأى أمامه كائنًا غريبًا، نصفه إنسان ونصفه طائر. كانت عيناه تلمعان كالجمر، وصوته عميقًا كأنه يأتي من أعماق الأرض. قال الكائن: “لقد وصلت إلى لحظة موت الفجر. هل تملك الشجاعة لتكمل؟”

عالم القصص

تردد سليم، لكنه جمع شجاعته وقال: “أنا هنا لأعرف الحقيقة.” فجأة، انشق الجبل أمامه ليكشف عن كهف مظلم. دخل سليم دون تفكير، وكان داخله يفيض بشعور من الرهبة والإثارة.

الكهف الغامض

داخل الكهف، كانت هناك نقوش على الجدران تحكي قصة عن شعب قديم عاش في هذه المنطقة. كانوا يعبدون الشمس ويعتقدون أن الفجر هو لحظة مقدسة تُفتح فيها أبواب العالم الآخر. لكنهم أساءوا استخدام هذه المعرفة، مما أدى إلى كارثة قضت عليهم.

عالم القصص

بينما كان سليم يقرأ النقوش، سمع صوتًا هامسًا يقول: “اختر بحكمة، فالخيار بين يديك.” التفت ليجد طاولة عليها صندوقان؛ أحدهما أسود والآخر أبيض. كان عليه أن يختار بينهما.

الخيار الصعب

اختار سليم الصندوق الأبيض، وعندما فتحه، انفجرت منه أشعة نور أضاءت الكهف بالكامل. شعر وكأن روحه تحلق في السماء. فهم بعدها أن اختيار النور يعني اختيار الحياة والأمل.

عاد سليم إلى القرية محملاً بالمعرفة والحكمة، وأصبح يروي قصته للآخرين، محذرًا من الجشع والطمع، وداعيًا إلى احترام الطبيعة وقوانينها.

عالم القصص

سؤال للقارئ:

إذا كنت مكان سليم، هل كنت ستجرؤ على فتح الصندوق؟