قصة قصيرة عن الخير الذي يعود إليك

الخير الذي يعود إليك

في قرية صغيرة تقع بين الجبال، عاش شاب يُدعى “أدهم”، معروفًا بكرمه وأخلاقه الحسنة. رغم بساطة حياته، كان يحمل قلبًا نقيًا يساعد كل من حوله بلا انتظار مقابل.

بداية الرحلة

ذات يوم، خرج أدهم كعادته للعمل في مزرعته الصغيرة. وبينما كان يسير في الطريق، رأى رجلًا عجوزًا يجلس على حافة الطريق، يبدو عليه التعب والجوع. توقف أدهم وسأله:

“خير يا عم الحج؟ محتاج أي مساعدة؟”

نظر الرجل العجوز إلى أدهم بعينين مليئتين بالحزن وقال:

“يا بني، أنا غريب في هذه القرية، ضللت طريقي وأصبحت بلا طعام أو ماء.”

دون تردد، أخرج أدهم قطعة خبز كانت معه وزجاجة ماء وقدمها للرجل، ثم قال:

“تعال معي إلى منزلي، وسأساعدك لتجد طريقك.”

الضيف في المنزل

في المنزل، قدّم أدهم طعامًا ساخنًا للعجوز وتركه يرتاح. وخلال حديثهما، علم أدهم أن الرجل يُدعى “إبراهيم”، وقد جاء إلى القرية للبحث عن ابن أخيه الذي لم يره منذ سنوات.

قال أدهم:

“لا تقلق يا عمي، سأساعدك في البحث عنه غدًا.”

العطاء بلا انتظار مقابل

في اليوم التالي، أخذ أدهم إبراهيم وتجول معه في القرية بحثًا عن ابن أخيه. وبعد ساعات طويلة من البحث، وجدوه يعمل في متجر صغير. امتلأت عيون إبراهيم بالدموع وعانق ابن أخيه بشوق.

شكر إبراهيم أدهم على مساعدته وقال:

“لن أنسى ما فعلته معي أبدًا، يا بني. أنت حقًا مثال للخير.”

ابتسم أدهم وقال:

“الخير لا يحتاج مقابلًا، يا عم. المهم أن تكون بخير.”

الخير يعود دائمًا

مرت سنوات، وفي أحد الأيام أصيب أدهم بمرض خطير تطلب علاجًا مكلفًا في مدينة بعيدة. شعر بالحيرة لأنه لا يملك المال الكافي للعلاج. بينما كان يجلس حزينًا في منزله، طرق الباب فجأة. فتح أدهم الباب ليجد رجلاً أنيقًا يقف أمامه.

قال الرجل بابتسامة:

“أتذكرني؟ أنا ابن أخ إبراهيم، الذي ساعدته منذ سنوات. لقد سمعت بما حدث لك، وأنا هنا لمساعدتك.”

ساعد الرجل أدهم على السفر لتلقي العلاج ودفع تكاليفه بالكامل. شُفي أدهم وعاد إلى قريته ممتنًا للقدر الذي أعاد له الخير الذي قدمه ذات يوم.

ختام القصة

الخير الذي زرعه أدهم عاد إليه بأضعاف. أدرك أن كل عمل طيب يفعله الإنسان يجد طريقه للعودة إليه، مهما تأخر الزمن.

فكر للحظة: ما هو الخير

الذي يمكنك تقديمه اليوم لشخصٍ ما دون انتظار أي مقابل؟