سر الغابة المظلمة

في ليلة هادئة تحت سماء مرصعة بالنجوم، انطلق سامر في رحلة إلى الغابة المظلمة. كانت تلك الغابة مليئة بالأساطير والقصص الغامضة التي تناقلتها الأجيال، وكان الفضول يشتعل في داخله لاكتشاف حقيقتها.

كان سامر شابًا مغامرًا يحب استكشاف المجهول. ورغم تحذيرات أهل قريته من دخول الغابة، إلا أن شغفه كان أقوى من خوفه. حمل مصباحه وكيسًا صغيرًا يحتوي على بعض الطعام والماء، وانطلق نحو الحدود التي تفصل قريته عن الغابة.

عندما عبر سامر أولى الأشجار الكثيفة، شعر بتغير في الجو. الهواء أصبح أكثر برودة، والضوء الخافت للقمر بالكاد كان يمر من خلال أغصان الأشجار المتشابكة. كانت الغابة هادئة بشكل غير طبيعي، وهو ما زاد من إحساسه بالغموض.

بعد ساعات من السير، وصل سامر إلى بقعة غريبة. كانت هناك شجرة ضخمة مغطاة بأوراق لامعة تتوهج بلون أزرق خافت. بدا المشهد كأنه مأخوذ من قصة خيالية. اقترب سامر بحذر ولاحظ أن جذع الشجرة كان محفورًا برموز غريبة لم يرَ مثلها من قبل.

أثناء تفحصه للشجرة، سمع صوتًا ناعمًا وكأنه همس. التفت بسرعة لكنه لم يرَ أحدًا. ازداد الصوت وضوحًا تدريجيًا حتى بدا كأنه يطلب منه أن يقترب. رغم خوفه، استجمع شجاعته واتبع الصوت.

قادته الأصوات إلى فتحة صغيرة تحت جذع الشجرة. كان هناك سلم حجري ينزل إلى أعماق الأرض. تردد سامر للحظة، لكنه قرر النزول. مع كل خطوة يخطوها، كان يشعر وكأنه يقترب من سر كبير.

عندما وصل إلى القاع، وجد نفسه في قاعة واسعة مضاءة بضوء غامض ينبعث من جدرانها. في منتصف القاعة، كان هناك صندوق خشبي قديم محاط بحلقات معدنية غريبة. وعلى الأرض كانت هناك لوحة حجرية مكتوب عليها باللغة القديمة: “من يفتح هذا الصندوق، يفتح باب القدر”.

شعر سامر بالتردد. ماذا لو كان هذا الصندوق يحتوي على شيء خطير؟ ولكنه في الوقت نفسه، لم يستطع مقاومة فضوله. بعد لحظات من التفكير، مد يده وفتح الصندوق ببطء. بداخله، وجد خريطة قديمة وبلورة صغيرة تتوهج بلون أخضر.

بينما كان يتفحص البلورة، شعر بيد تلمس كتفه. استدار بسرعة ليجد امرأة غامضة ترتدي رداءً أبيض شفافًا. قالت له بصوت هادئ: “لقد وجدتَ ما كان مختبئًا منذ قرون. هذه البلورة ليست مجرد حجر؛ إنها مفتاح لغز قديم قادر على تغيير مصير العالم. ولكن عليك أن تختار بحكمة كيف ستستخدمها”.

سألها سامر: “ما الذي تعنيه؟ وكيف يمكنني استخدامها؟”. أجابته: “الخريطة ستقودك إلى أماكن أخرى تحمل أسرارًا مشابهة. كل سر يكتشفه، يجعلك أقرب إلى الحقيقة الكبرى. لكن احذر، فهناك من يسعى للحصول على هذه القوة لأغراض شريرة”.

قبل أن يتمكن من الرد، اختفت المرأة فجأة، ووجد سامر نفسه وحيدًا في القاعة. أخذ الخريطة والبلورة وقرر العودة إلى السطح. كان يعلم أن رحلته لم تنتهِ بعد، بل بدأت للتو.

عندما خرج من الغابة وعاد إلى قريته، بدأ سامر يشعر بتغيرات غريبة حوله. بدا وكأن العالم نفسه يهمس له بأسرار جديدة. كان يعلم أن عليه الاستعداد للمرحلة القادمة من رحلته.

السؤال للقارئ: إذا كنت مكان سامر، هل كنت ستفتح الصندوق وتغامر باكتشاف الأسرار، أم كنت ستتراجع خوفًا من المجهول؟