حكايات قبل النوم

الملك العادل وأمانة الفقير

الملك العادل وأمانة الفقير

الملك العادل وأمانة الفقير

في قديم الزمان، عاش ملك عُرف بين رعاياه بالعدل والحكمة. كان هذا الملك يحب شعبه حبًّا جمًّا، ويحرص دائمًا على تحقيق العدالة بين الناس، بغض النظر عن مكانتهم أو ثروتهم. وفي إحدى المرات، قرر الملك التنكر بزي رجل بسيط ليجوب أرجاء مملكته ويتعرف على أحوال الناس بنفسه.

عالم القصص

خرج الملك من قصره مرتديًا ثياب الفقراء، ومعه عصا بسيطة ليبدو كأنه مسافر عادي. تجول في القرى والمدن، وسمع شكاوى الناس وهمومهم، وتعرف على أحوالهم. وفي إحدى القرى البعيدة، توقف عند كوخ صغير بسيط يملكه رجل فقير يُدعى “سعيد”.

كان سعيد يعمل كحطاب، يقطع الحطب من الغابة ويبيعه في السوق ليكسب قوت يومه. ورغم فقره، كان سعيد معروفًا بين أهل قريته بالأمانة وحُسن الخلق. قرر الملك أن يختبر أمانة سعيد بنفسه.

اختبار الأمانة

دخل الملك كوخ سعيد وطلب منه الماء. استقبله سعيد بترحاب كبير وقدم له كوبًا من الماء البارد وبعض الخبز الجاف الذي يملكه. شكر الملك سعيد على كرم ضيافته، ثم قال له: “يا سعيد، أنا رجل مسافر، وقد ضاعت مني حقيبتي التي تحتوي على كل ما أملك. هل يمكنك أن تحتفظ بهذا الكيس من الذهب حتى أعود؟”

تفاجأ سعيد بالطلب، لكنه أجاب بثقة: “بالطبع، سأحفظ الكيس لك حتى تعود. الأمانة واجب، ولن أخون ثقتك.” أخذ سعيد الكيس ووضعه في مكان آمن داخل كوخه.

عالم القصص

مرت الأيام، وكان الملك يراقب سعيد من بعيد دون أن يكشف عن هويته. لاحظ أن سعيد لم يستخدم الذهب ولم يحاول حتى فتح الكيس لمعرفة ما بداخله. كان سعيد يواصل عمله بجد واجتهاد، مكتفيًا بما يكسبه من بيع الحطب.

الملك يكشف عن هويته

بعد أسبوعين، عاد الملك إلى كوخ سعيد وهو يرتدي نفس الملابس البسيطة. قال لسعيد: “لقد عدت لاسترجاع كيسي. هل ما زال في أمان؟”

ابتسم سعيد وأخرج الكيس من مكانه الآمن وسلمه للملك قائلًا: “ها هو كيسك كما تركته تمامًا. لم ألمسه قط، لأن الأمانة من صفات المؤمنين.”

شعر الملك بالسعادة والامتنان لأمانة سعيد. كشف عن هويته قائلًا: “أنا الملك، وجئت إلى هنا لأختبر أمانتك. لقد أثبت أنك رجل عظيم رغم فقرك.”

مكافأة سعيد

قرر الملك أن يكافئ سعيد على أمانته. دعاه إلى القصر ومنحه قطعة أرض كبيرة وأموالًا تساعده على تحسين حياته. أصبح سعيد من أثرى أهل قريته، لكنه لم يتغير أبدًا. استمر في مساعدة الفقراء وتقديم العون لكل محتاج.

عالم القصص

تعلم أهل القرية درسًا عظيمًا من سعيد. أدركوا أن الأمانة لا تُقدر بثمن، وأنها تجلب الخير والبركة لصاحبها. ظل اسم سعيد يُذكر بين الناس كرمز للأمانة والإخلاص.

سؤال للزائر

ما رأيك في تصرف سعيد؟ وكيف ترى تأثير الأمانة في حياتنا اليومية؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى