حين تلاقت العيون

عالم القصص

كانت تلك الليلة مختلفة عن أي ليلة أخرى. كان الهواء مشبعًا بنسيم الخريف العليل، وأضواء المدينة تلقي بظلالها الذهبية على الأرصفة المزدحمة. في زاوية أحد المقاهي الهادئة، جلس “أدهم” وحيدًا يحتسي قهوته المفضلة، منشغلًا بقراءة رواية جديدة. كانت عادته اليومية أن يخصص ساعة لنفسه بعيدًا عن ضجيج الحياة.

بينما كان يتصفح صفحات الكتاب، لفت انتباهه حركة خفيفة عند مدخل المقهى. رفع نظره ببطء، وإذا بعينيه تلتقيان بعيني فتاة تحمل جمالًا آسرًا وهدوءًا يُحيِّر الروح. كانت “ليلى”، التي دخلت المقهى وكأنها تحمل معها قصة لم تُروَ بعد.

عالم القصص

لم يكن اللقاء عاديًا. توقفت ليلى للحظة، وكأنها شعرت بشيء غير مألوف. نظرت إلى أدهم نظرة طويلة، وكأن الزمن توقف للحظات. كانت تلك النظرة كفيلة بأن توقظ شيئًا عميقًا في قلبه، شيئًا لم يشعر به منذ سنوات. ابتسمت ابتسامة خفيفة قبل أن تمضي إلى الطاولة المجاورة.

جلس أدهم مترددًا. هل كانت تلك النظرة عفوية أم تحمل معنى أعمق؟ قرر أن يكسر حاجز الصمت وأن يبدأ الحديث. نهض بخطوات مترددة وتوجه نحوها. “عذرًا، هل يمكنني أن أجلس؟” سأل بلطف. نظرت إليه ليلى بابتسامة دافئة وأشارت إلى الكرسي المقابل.

عالم القصص

بدأ الحديث بينهما بسيطًا ومتوترًا بعض الشيء. سألها عن الكتاب الذي تحمله بين يديها، لتجيبه بأنه إحدى الروايات التي تحبها. اكتشف سريعًا أن بينهما اهتمامات مشتركة، من حب القراءة إلى التعلق بالأفلام الكلاسيكية. كانت ليلى تمتلك روحًا مرحة وعقلًا ناضجًا، مما جعل الحديث معها ممتعًا ومليئًا بالتفاصيل.

مع مرور الوقت، انتقلت المحادثة من الحديث عن الكتب إلى أحلامهما وطموحاتهما. أدهم تحدث عن شغفه بالكتابة ورغبته في تأليف رواية يومًا ما، بينما شاركته ليلى حلمها بأن تصبح رسامة معروفة. كانت كل كلمة ينطقان بها تقرِّب بينهما أكثر.

عالم القصص

بعد ساعتين من الحديث، شعر أدهم وكأنه يعرف ليلى منذ سنوات. كانت الأجواء مليئة بالدفء والانسجام. قبل أن يرحل كل منهما إلى طريقه، قرر أدهم أن يخاطر. قال لها بابتسامة خجولة: “هل يمكننا أن نلتقي مجددًا؟ ربما في نفس المكان؟”

ترددت ليلى للحظة، ثم أجابت بابتسامة: “لمَ لا؟ لكن عليك أن تخبرني عن نهاية الرواية التي كنت تقرأها اليوم.”

عالم القصص

هكذا بدأت قصة جديدة في حياة أدهم وليلى، قصة لم تكن متوقعة لكنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتهما. كان اللقاء الأول مجرد بداية لسلسلة من اللقاءات التي تعمقت فيها علاقتهما. بمرور الأيام، اكتشف كل منهما في الآخر صديقًا وشريكًا وداعمًا.

هل تؤمن بأن النظرات الأولى يمكن أن تكون بداية لقصة عظيمة؟ شاركنا رأيك في التعليقات!