الوعد الذي لم ينكسر

الوعد الذي لم ينكسر

عالم القصص

في قرية صغيرة تحيط بها الجبال والغابات، عاش طفل يُدعى سامي. كان سامي معروفًا بذكائه وحنانه، لكنه كان يفتقر إلى الموارد المادية لتحقيق أحلامه الكبيرة. كان حلمه أن يصبح طبيبًا يساعد أهل قريته الذين يفتقرون إلى الرعاية الصحية.

ذات يوم، وبينما كان سامي يجلس تحت شجرة قديمة يذاكر دروسه، اقترب منه صديقه حسن. قال حسن: “سامي، لماذا تُرهق نفسك بالدراسة؟ لن تستطيع تحقيق حلمك، فالدراسة مكلفة، وأنت لا تملك المال”.

ابتسم سامي وأجاب: “أعلم أن الطريق صعب، لكنني وعدت أمي قبل وفاتها أنني سأصبح طبيبًا. لن أتخلى عن هذا الوعد مهما كانت التحديات”.

بداية التحدي

عالم القصص

مرت السنوات، وكبر سامي. لم تكن الأمور سهلة عليه؛ كان يعمل في الحقول خلال النهار ليساعد عائلته، ويذاكر دروسه في الليل تحت ضوء قنديل قديم. بالرغم من التعب والإحباط، كان يردد دائمًا: “الوعد لا ينكسر”.

في أحد الأيام، زار القرية رجل ثري يُدعى العم محمود. كان العم محمود يبحث عن شباب طموحين ليمنحهم فرصة للدراسة في المدينة. عندما سمع عن سامي، قرر أن يزوره.

قال العم محمود لسامي: “لقد سمعت عنك يا بني. أخبرني، لماذا تصر على تحقيق هذا الحلم؟”

أجابه سامي بعينين مملوءتين بالإصرار: “لأنني وعدت أمي، ولأن قريتي تحتاج إلى طبيب يعتني بأهلها”.

أعجب العم محمود بعزيمة سامي، وقرر أن يتكفل بنفقاته الدراسية.

الطريق إلى المدينة

عالم القصص

انتقل سامي إلى المدينة لبدء دراسته. كانت الحياة مختلفة تمامًا عن القرية؛ الشوارع مليئة بالناس، والضوضاء لا تنقطع. لكنه وجد نفسه وحيدًا في البداية. كان عليه أن يتكيف مع هذا العالم الجديد.

بدأ سامي يدرس بجدية، وواجه العديد من التحديات، مثل التنافس الشديد وضغط الدراسة. لكنه كان يتذكر دائمًا وعده، مما منحه القوة للاستمرار.

العودة إلى الجذور

عالم القصص

بعد سنوات من العمل الشاق، تخرج سامي بامتياز. لم ينسَ قريته ولا وعده. عاد إليها طبيبًا، وافتتح عيادة صغيرة لمعالجة المرضى. أصبحت العيادة ملاذًا لأهل القرية، وسامي رمزًا للأمل والعطاء.

في يوم من الأيام، جاء إليه حسن، صديقه القديم، وقال له: “كنت مخطئًا عندما شككت في قدرتك على تحقيق حلمك. لقد علمتني درسًا مهمًا عن الإصرار”.

ابتسم سامي وقال: “لم يكن الطريق سهلاً، لكن الوعد الذي قطعته على نفسي كان أقوى من أي عائق”.

النهاية

عالم القصص

ما رأيك في عزيمة سامي؟ وهل لديك وعد قطعتَه على نفسك ولم تتراجع عنه؟ شاركنا قصتك!