الورد الأبيض الذي لا يذبل

عالم القصص

البداية الغامضة

في إحدى القرى النائية التي تحيط بها الجبال الشاهقة والغابات الكثيفة، كانت تعيش فتاة صغيرة تُدعى “ليلى”. كانت ليلى تمتلك حبًا خاصًا للطبيعة، تقضي ساعات طويلة بين الزهور والأشجار، تبحث عن الجمال المخفي في كل زاوية من زوايا قريتها.

عالم القصص

في أحد الأيام، وبينما كانت ليلى تتجول في غابة قريبتها، وجدت زهرة بيضاء صغيرة تنمو وسط الصخور. كانت تلك الزهرة مختلفة عن كل الزهور التي رأتها من قبل، إذ كانت تشع بنور غريب وكأنها مضيئة من الداخل. انحنت ليلى لقطف الزهرة، ولكن فجأة سمعت صوتًا ناعمًا يقول: “لا تلمسيني، أنا زهرة خاصة”.

سر الزهرة البيضاء

تفاجأت ليلى من الصوت الذي صدر عن الزهرة، لكنها تمالكت نفسها وسألتها: “من أنت؟ وكيف تتحدثين؟”. أجابت الزهرة: “أنا زهرة لا تذبل، أعيش منذ مئات السنين، وأحمل في داخلي سر الحياة الأبدية. لكنني بحاجة لمن يعتني بي بحب وصدق”.

عالم القصص

شعرت ليلى بفضول كبير وقررت أن تأخذ الزهرة إلى منزلها. لكنها وعدتها بألا تقطفها وأن تعتني بها في مكانها الطبيعي. بدأت ليلى تزور الزهرة يوميًا، تسقيها بماء النبع النقي وتحدثها عن أحلامها وأمنياتها.

التحدي الكبير

لم يكن الحفاظ على الزهرة البيضاء أمرًا سهلاً. فقد انتشر خبر وجود زهرة مميزة في الغابة، وبدأ الناس من القرى المجاورة يحاولون العثور عليها لقطفها وبيعها بثمن باهظ. شعرت ليلى بالخطر على صديقتها الجديدة، فقررت نقلها إلى مكان سري بعيد عن أعين الناس.

عالم القصص

في إحدى الليالي، وبينما كانت ليلى تنقل الزهرة، اعترض طريقها مجموعة من الغرباء الذين كانوا يبحثون عن الزهرة البيضاء. حاولت ليلى الهرب، ولكنهم أمسكوا بها وطلبوا منها أن تدلهم على مكان الزهرة. شعرت ليلى بالخوف، لكنها رفضت الإفصاح عن مكانها وقالت: “لن تحصلوا عليها أبدًا، فهي ليست مجرد زهرة”.

اختبار الصداقة

أمام شجاعة ليلى ورفضها للرضوخ، قررت الزهرة البيضاء التدخل. أطلقت نورًا قويًا أعمى الغرباء، مما أتاح لليلى الفرصة للهرب. شكرت ليلى الزهرة على مساعدتها، لكنها سألتها: “لماذا خاطرْتِ بنفسك من أجلي؟”. أجابت الزهرة: “لأنك أثبتِّ أنك صديقة حقيقية، لا تبحثين عن مصلحتك بل تهتمين بي حقًا”.

عالم القصص

النهاية السعيدة

بمرور الوقت، تعلمت ليلى الكثير من الزهرة البيضاء عن أهمية الحب والتضحية. أصبحت الغابة مكانًا آمنًا بفضل جهود ليلى في الحفاظ عليها وحمايتها. وبدأت الزهرة البيضاء تُظهر المزيد من قدراتها العجيبة، حيث أصبحت رمزًا للأمل والحياة في القرية.

وفي يوم من الأيام، قررت الزهرة البيضاء أن تمنح ليلى هدية خاصة، فقالت لها: “لقد أظهرتِ لي الحب والوفاء، لذا سأمنحك أمنية واحدة”. فكرت ليلى مليًا، ثم قالت: “أتمنى أن تعود كل الزهور الجميلة التي قُطفت إلى الحياة مرة أخرى”. استجابت الزهرة لأمنيتها، وعادت الغابة لتزدهر بألوانها الخلابة.

عالم القصص

سؤال للقارئ

ما الذي كنت ستفعله لو وجدت زهرة مثل الزهرة البيضاء؟ وهل كنت ستحتفظ بسرها أم ستشارك الآخرين بها؟