النافذة المفتوحة في منتصف الليل

عالم القصص

في إحدى الليالي الهادئة، حيث كان القمر يعكس ضوءه الفضي على المنازل، استلقى “ياسين” في سريره مستعدًا للنوم. كان يومًا طويلاً في العمل، وكل ما يريده هو راحة عميقة. وبينما كان يقترب من النوم، شعر بنسيم بارد يتسلل إلى غرفته. فتح عينيه ببطء ليجد النافذة مفتوحة على مصراعيها.

كان الأمر غريبًا بالنسبة له. فهو يتذكر بوضوح أنه أغلق جميع النوافذ قبل أن يخلد إلى النوم. وقف من سريره مترددًا، وتقدم نحو النافذة ببطء. عندما نظر إلى الخارج، لم يرَ شيئًا غير عادي. الشارع كان خاليًا، والأضواء في المنازل المجاورة كانت مطفأة. لكنه لم يستطع التخلص من الشعور بأن هناك شيئًا خاطئًا.

عالم القصص

أغلق النافذة بإحكام وعاد إلى سريره، لكنه لم يستطع النوم بسهولة. ظلت الأفكار تلاحقه: هل ترك النافذة مفتوحة بالخطأ؟ أم أن هناك من فتحها؟

مرت الدقائق، وربما الساعات، قبل أن يغمض عينيه مجددًا. لكنه استيقظ فجأة على صوت خافت قادم من غرفة الجلوس. كان الصوت يشبه خشخشة ورق أو خطوات خفيفة. تسارعت نبضاته، لكنه حاول تهدئة نفسه. ربما كان ذلك صوت الرياح أو خياله.

جمع شجاعته واتجه نحو غرفة الجلوس. الأضواء كانت مطفأة، والغرفة كانت مظلمة تمامًا. لكنه شعر بشيء غريب في الهواء، وكأن هناك شخصًا يراقبه. مد يده ليشعل المصباح، وعندما أضاءت الغرفة، لم يجد شيئًا. كل شيء كان في مكانه الطبيعي.

عالم القصص

لكنه لاحظ شيئًا غريبًا. على الطاولة، كان هناك دفتر قديم لم يره من قبل. فتح الدفتر بفضول، ووجد فيه صفحات فارغة إلا من صفحة واحدة كُتب عليها بخط يد غريب: “إياك أن تفتح النافذة في منتصف الليل مجددًا.”

شعر ياسين بقشعريرة تسري في جسده. من وضع هذا الدفتر هنا؟ ولماذا؟ حاول التفكير في تفسير منطقي، لكنه لم يجد إجابة. أخذ الدفتر معه وعاد إلى غرفته، وأغلق الباب بإحكام هذه المرة.

عالم القصص

في الصباح، حاول ياسين نسيان ما حدث. ربما كان مجرد حلم غريب. لكنه عندما ذهب إلى العمل، وجد زميله “محمود” يبدو شاحبًا وقلقًا. سأله ياسين عن السبب، فحكى محمود قصة مشابهة. قال إنه استيقظ في منتصف الليل ليجد نافذته مفتوحة، وعندما أغلقها وذهب إلى غرفة الجلوس، وجد دفترًا غريبًا يحذره من فتح النافذة مجددًا.

تبادلا النظرات بدهشة. هل يمكن أن يكون الأمر مجرد صدفة؟ أم أن هناك شيئًا أكبر يحدث؟ قررا أن يبحثا معًا عن أي شخص آخر تعرض لتجربة مشابهة. وبعد البحث والسؤال بين زملائهما، اكتشفا أن ثلاثة أشخاص آخرين في نفس الحي قد مروا بتجربة مشابهة تمامًا.

عالم القصص

اتفق الجميع على الاجتماع في منزل ياسين لمحاولة فهم ما يجري. أحضر كل منهم الدفتر الذي وجده. ولاحظوا أن جميع الدفاتر متشابهة تمامًا، مع اختلاف بسيط في الجملة المكتوبة، لكنها كلها تحذر من فتح النافذة في منتصف الليل.

قرروا أن يجربوا أمرًا جريئًا: في الليلة التالية، سيتركون نافذة غرفة الجلوس مفتوحة ويراقبون ما يحدث. جهزوا كاميرات مراقبة وناموا جميعًا في غرفة أخرى. كانت الليلة طويلة، والجميع ينتظر بفارغ الصبر.

في الصباح، تفحصوا تسجيلات الكاميرات. ما رأوه كان صادمًا. قبل الفجر بوقت قصير، ظهر ظل غريب يتحرك بهدوء نحو النافذة. لم يكن واضحًا شكله، لكنه بدا وكأنه شخص، أو شيء، يفتح النافذة ويضع الدفتر على الطاولة قبل أن يختفي تمامًا.

عالم القصص

بعد رؤية التسجيلات، قرروا إبلاغ الشرطة. لكن عندما عادوا لمشاهدة الفيديو مرة أخرى مع رجال الشرطة، لم يجدوا شيئًا. التسجيل كان فارغًا تمامًا، وكأن شيئًا لم يحدث. شعرت المجموعة بالارتباك والخوف. هل كان هذا مجرد وهم جماعي؟ أم أن هناك قوة غامضة تتلاعب بهم؟

ترك ياسين الحي بعد هذه الحادثة، وعاش في مدينة أخرى. لكنه لم ينسَ أبدًا تلك الليلة. كلما جاء الليل، كان يتأكد من إغلاق جميع النوافذ والأبواب. لكن شعورًا داخليًا كان يخبره أن القصة لم تنتهِ بعد.

ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان ياسين؟ هل كنت ستغامر بترك النافذة مفتوحة أم تفضل البحث عن تفسير؟ شاركنا رأيك!