المقهى في منتصف الليل
—
في إحدى الأحياء القديمة المليئة بالمباني العتيقة والشوارع الملتوية، كان هناك مقهى صغير يشتهر بين السكان المحليين والزوار على حدٍ سواء. هذا المقهى لم يكن عاديًا، بل كان مكانًا يحمل أسرارًا كثيرة وحكايات غريبة تُروى بين الجدران المكسوة بالخشب القديم.
“عالم القصص”
—
بداية القصة
في ليلةٍ هادئة من ليالي الشتاء، دخل شاب يدعى يوسف إلى المقهى لأول مرة. كان الطقس باردًا جدًا، وكان يبحث عن مكان دافئ ليقضي فيه بعض الوقت. بمجرد أن فتح الباب الخشبي الثقيل، دوت في أذنيه موسيقى كلاسيكية هادئة، ورأى زبائن قليلين يجلسون متفرقين، يتبادلون الحديث أو يغرقون في كتبهم.
اقترب يوسف من البار، حيث كان يقف رجل في منتصف العمر بابتسامة غامضة. طلب كوبًا من القهوة وجلَس في الزاوية البعيدة، حيث يمكنه مراقبة المكان بهدوء.
—
أول لقاء
بينما كان يوسف يحتسي قهوته، لاحظ وجود كتاب موضوع على الطاولة أمامه. كان غلافه قديمًا وعليه نقش غامض. لم يتمكن من مقاومة الفضول، فتح الكتاب ليجد أن صفحاته فارغة تمامًا. وبينما كان يتساءل عن السبب، ظهرت كلمات فجأة على الصفحة الأولى، وكأنها تُكتب لوحدها.
“مرحبًا يا يوسف. لقد اخترتك لتكون راويًا جديدًا لقصتنا.”
صُدم يوسف وتراجع إلى الخلف، محاولًا استيعاب ما يحدث. لكنه لم يكن لديه وقت طويل للتفكير، لأن الكلمات بدأت تتحدث عن مغامرة في عالم موازٍ، مليء بالمخلوقات الغريبة والأسرار المخيفة.
“عالم القصص”
—
الانتقال إلى العالم الآخر
قبل أن يتمكن يوسف من إغلاق الكتاب، شعر بضوء قوي يحيط به. فجأة، وجد نفسه في مكان مختلف تمامًا. كانت السماء هناك مضاءة بألوان لا يمكن وصفها، والمباني كانت تطفو في الهواء. ظهرت أمامه شخصية غامضة، ترتدي عباءة سوداء، وقالت له: “أنت الآن في عالم القصص. كل قصة تُكتب هنا تؤثر على عالمك الحقيقي.”
لم يكن لدى يوسف خيار سوى الموافقة على الدخول في هذا العالم المليء بالمخاطر. بدأ يواجه تحديات تتطلب منه الذكاء والشجاعة، مثل حل ألغاز معقدة وإنقاذ شخصيات تعيش في هذا العالم.
—
ذروة الأحداث
في منتصف مغامرته، اكتشف يوسف أن المقهى الذي دخل إليه في البداية لم يكن سوى بوابة لهذا العالم السحري. لكنه أدرك أيضًا أن البقاء في هذا العالم سيكلفه شيئًا ثمينًا. إذا لم يتمكن من كتابة نهاية القصة بنفسه، فسيبقى محبوسًا هناك إلى الأبد.
بمساعدة شخصيات التقى بها في هذا العالم، تمكن يوسف من جمع الشجاعة والمعرفة اللازمة لكتابة نهاية مميزة للقصة. وعندما كتب الجملة الأخيرة، عاد فجأة إلى المقهى. لكن هذه المرة، كان المكان فارغًا تمامًا، والكتاب قد اختفى.
—
النهاية المفتوحة
خرج يوسف من المقهى وهو يشعر بالارتباك، لكنه أدرك أن التجربة غيرته للأبد. بدأ يكتب قصصًا جديدة مستوحاة من رحلته، لكنه ظل يتساءل: هل كان كل ما حدث حقيقيًا أم مجرد خيال؟
—
السؤال للقارئ
إذا وجدت كتابًا غامضً
ا يحمل اسمك فجأة، هل ستفتحه وتكتشف أسراره أم ستتركه مغلقًا؟