المقعد الخشبي وحكاياته القديمة

عالم القصص

في زاوية من زوايا القرية الصغيرة، كان هناك مقعد خشبي قديم يربض تحت شجرة كبيرة. هذا المقعد لم يكن مجرد مكان للجلوس؛ بل كان شاهدًا على الكثير من القصص والحكايات التي مرت على القرية. كان السكان المحليون يطلقون عليه اسم “مقعد الزمن” لأنه يحمل في أجزائه آثار السنين التي مرت عليه.

بداية الحكاية

عالم القصص

لم يكن هذا المقعد مصنوعًا من خشب عادي، بل كان من خشب شجرة بلوط عتيقة عمرها مئات السنين. يقول الجد سالم، الذي يبلغ من العمر تسعين عامًا، إن هذا المقعد صُنع بأيدي أجدادهم القدامى، وكان دائمًا موجودًا في نفس المكان منذ أن كان طفلًا صغيرًا.

في الماضي، كان الناس يجتمعون حول المقعد ليقضوا أمسياتهم في الحديث وتبادل الأخبار. كانت تلك الجلسات بمثابة قلب القرية النابض، حيث يجتمع الكبار والصغار ليشاركوا قصصهم وأحلامهم وأحزانهم.

قصة الحب التي ولدها المقعد

عالم القصص

من بين القصص التي حفظها المقعد الخشبي، كانت قصة حب جميلة بين علياء ويوسف. كانا شابين من نفس القرية، وكانت لقاءاتهما الأولى تتم دائمًا بجانب المقعد. كانت علياء تجلس عليه وهي تقرأ كتابًا، بينما كان يوسف يأتي كل يوم ليجلس بقربها متظاهرًا بأنه يقرأ هو الآخر.

مرت الأيام وبدأت ملامح الحب تظهر في نظراتهما وكلماتهما. وفي يوم من الأيام، قرر يوسف أن يعترف بحبه لعلياء. وقف بجانب المقعد وقال: “علياء، هذا المكان ليس مجرد مقعد خشبي بالنسبة لي، إنه المكان الذي بدأ فيه قلبي ينبض بحبك.”

أسرار المقعد القديمة

عالم القصص

لم يكن المقعد الخشبي مكانًا للحب فقط، بل كان يحمل في طياته أسرارًا أخرى. في إحدى الليالي المظلمة، وأثناء الحرب التي مرت بها القرية، كان المقعد مخبأً للأوراق والرسائل المهمة التي كانت تُرسل بين الثوار. كان السكان يخفون الرسائل تحت المقعد، حيث كان يعتبر مكانًا آمنًا بعيدًا عن أعين الأعداء.

ويحكي العم حسن، الذي كان شابًا في ذلك الوقت، كيف كان يجلس على المقعد ويدندن بأغانيه المفضلة ليغطي على أصوات نقل الرسائل. يقول حسن: “كان المقعد شاهدًا على شجاعتنا وصمودنا.”

النهاية المأساوية

عالم القصص

مع مرور الزمن، بدأ المقعد يتآكل بفعل عوامل الطبيعة. ورغم محاولات سكان القرية إصلاحه، إلا أنه أصبح ضعيفًا وغير قادر على التحمل. وفي يوم من الأيام، قرر السكان أن ينقلوا المقعد إلى متحف صغير أقاموه في القرية لتخليد ذكراه.

لكن المفاجأة كانت عندما اكتشفوا رسالة قديمة كانت مخبأة في أحد شقوق المقعد. كانت الرسالة تحمل توقيع الجد سالم، وكانت تقول: “إلى الأجيال القادمة، هذا المقعد ليس مجرد خشب، بل هو جزء من روح قريتنا. احفظوه واعتنوا به.”

سؤال للقارئ

ما رأيك، هل يمكن لقطعة أثاث بسيطة أن تحمل ذكريات وأحداثًا تصنع تاريخًا؟ شاركنا رأيك في التعليقات.