المرآة القديمة ورسائل الموت

المرآة القديمة ورسائل الموت

عالم القصص

في إحدى القرى النائية التي تحيط بها غابات كثيفة، كان هناك منزل قديم مهجور يثير الخوف في نفوس السكان. كان المنزل يحتوي على مرآة كبيرة تعود إلى القرن التاسع عشر، يقول السكان إنها مسكونة بأرواح غامضة. كانت القصص تُروى جيلاً بعد جيل عن هذه المرآة، لكن لم يجرؤ أحد على الاقتراب من المنزل لفحصها.

ذات يوم، قررت “سلمى”، وهي فتاة شجاعة تهوى استكشاف الأماكن المهجورة، أن تكتشف حقيقة هذه المرآة. كانت سلمى تؤمن أن هذه القصص ليست سوى خرافات قديمة تهدف إلى تخويف الناس. استعدت للمغامرة بحقيبة صغيرة تحتوي على مصباح يدوي وكاميرا ومفكرة.

عالم القصص

في يوم غائم، توجهت سلمى إلى المنزل القديم. كان المكان محاطًا بأشجار متشابكة وأصوات غريبة تأتي من عمق الغابة. عندما دخلت المنزل، شعرت برائحة عفن قوية وأرضية مغطاة بالغبار. تقدمت بحذر نحو الغرفة التي يُقال إن المرآة توجد بها. وبالفعل، كانت هناك مرآة كبيرة بإطار ذهبي منحوت بدقة، لكن الغبار الذي يغطيها كان يخفي ملامحها.

نظفت سلمى سطح المرآة بقطعة قماش كانت بحوزتها، وما إن فعلت ذلك حتى شعرت ببرودة مفاجئة تملأ الغرفة. نظرت إلى المرآة ورأت انعكاسها، لكن الغريب أن الانعكاس لم يكن يعكس الغرفة بشكل كامل؛ بل ظهر خلفها مشهد مختلف تمامًا. كان المشهد عبارة عن حقل مليء بالزهور، وفي منتصفه كانت تقف امرأة ترتدي ثوبًا أبيض وتحمل رسالة.

عالم القصص

شعرت سلمى بالدهشة والخوف في آن واحد، لكنها قررت ألا تهرب. بدلاً من ذلك، مدت يدها بحذر نحو المرآة. وما إن لامست سطحها حتى اختفى المشهد تمامًا، وظهرت الكلمات مكتوبة على الزجاج: “احذري الرسائل الثلاث”.

تراجعت سلمى بسرعة إلى الخلف، محاولة فهم ما حدث. لكنها لم تستطع مقاومة فضولها، فأخرجت كاميرتها والتقطت صورة للمرآة. عند مراجعة الصورة لاحقًا، لاحظت أن الكلمات لا تزال تظهر في الصورة، مما زاد من غموض الأمر.

عالم القصص

في الليلة التالية، بينما كانت سلمى تجلس في غرفتها تفحص الصور التي التقطتها، سمعت صوت طرق خفيف على نافذتها. عندما فتحت النافذة، وجدت ظرفًا أبيض صغيرًا مكتوب عليه: “الرسالة الأولى”. فتحت الظرف بحذر ووجدت داخله رسالة قصيرة تقول: “لا تفتحي الباب إذا سمعت طرقًا في منتصف الليل”.

مرّت الليلة بسلام، لكن في اليوم التالي، استيقظت سلمى على صوت طرق عنيف على باب منزلها. تذكرت التحذير، فقررت تجاهله. استمر الطرق لدقائق، ثم توقف فجأة. عندما فتحت الباب في الصباح، وجدت ظرفًا آخر مكتوب عليه: “الرسالة الثانية”.

عالم القصص

داخل الظرف، كانت هناك رسالة تقول: “ابتعدي عن المرآة قبل اكتمال القمر”. شعرت سلمى بالقلق، لكنها كانت مصممة على كشف الحقيقة. عادت إلى المنزل القديم في اليوم نفسه، وعندما وقفت أمام المرآة، ظهرت المرأة ذات الثوب الأبيض مجددًا. هذه المرة، كانت تمسك بساعة رملية، وقالت بصوت هادئ لكنه مليء بالتحذير: “الوقت ينفد يا سلمى”.

في تلك اللحظة، بدأت المرآة تهتز بشكل غريب، وظهرت شقوق على سطحها. شعرت سلمى بالخوف، لكنها تذكرت الرسالة الثانية وقررت الابتعاد عن المرآة. عندما خرجت من المنزل، سمعته ينهار خلفها وكأنه لم يكن موجودًا من الأساس.

عالم القصص

عادت سلمى إلى منزلها متوترة ومحاولة تفسير ما حدث. لكنها لم تكن مستعدة لما سيحدث لاحقًا. في الليلة التالية، وجدت ظرفًا جديدًا مكتوب عليه: “الرسالة الثالثة”. داخل الظرف، كانت الرسالة تقول: “لقد نجوتِ هذه المرة، لكن تذكري أن الفضول قد يقتل”.

شعرت سلمى برعشة تسري في جسدها. قررت أن تترك القصة وراءها وألا تعود إلى المنزل القديم أبدًا. لكنها لم تستطع التخلص من الإحساس بأن شيئًا ما يراقبها من الظل.

عالم القصص

هل تعتقد أن سلمى قد تتلقى رسائل أخرى في المستقبل؟ شاركنا رأيك!