اللغز الذي لم يُحل
في قرية صغيرة تحيط بها الجبال وتغطيها غابة كثيفة، كان هناك منزل قديم يثير فضول الجميع. لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه، إذ كانت الأساطير تقول إنه مسكون بروح فتاة اختفت منذ سنوات عديدة في ظروف غامضة.
كان “عمر” شابًا جريئًا ومغامرًا. دائمًا ما كان يسخر من القصص التي يتناقلها سكان القرية عن المنزل. كان يرى أن الأمر لا يتعدى كونه خرافات تُروى لإبقاء الأطفال بعيدًا عن المكان. ذات يوم، قرر أن يذهب إلى المنزل ويكتشف الحقيقة بنفسه.
في ليلة مظلمة، حمل عمر مصباحه ودخل إلى المنزل القديم. كانت الأرضيات تصدر أصواتًا تحت قدميه، والجدران مليئة بالشقوق والعناكب. شعر بقشعريرة تسري في جسده، لكنه أصر على استكشاف المكان.
في إحدى الغرف، وجد صندوقًا خشبيًا قديمًا. بدا وكأنه لم يُفتح منذ عقود. فتح عمر الصندوق بحذر، ليجد داخله مجموعة من الرسائل القديمة وصورة لفتاة صغيرة ترتدي فستانًا أبيض وتحمل دمية في يدها. لاحظ أن الرسائل تحمل توقيع “ليلى”، وهو الاسم الذي كان يتردد في الأساطير المحلية.
بدأ عمر بقراءة الرسائل. كانت مليئة بالكلمات الحزينة والقصص عن حياة الفتاة في المنزل. تحدثت الرسائل عن وحدتها وعن سماعها لأصوات غريبة ليلاً. كما تضمنت الرسائل إشارات إلى رجل غريب كان يظهر قرب المنزل ويتحدث معها.
في تلك اللحظة، سمع عمر صوت خطوات خلفه. التفت بسرعة، لكنه لم يجد أحدًا. زادت دقات قلبه، لكنه قرر الاستمرار. شعر وكأن شيئًا ما يريد منه أن يعرف القصة كاملة.
انتقل عمر إلى الطابق العلوي، حيث كانت الغرف مظلمة تمامًا. في إحدى الغرف، وجد دفتر يوميات مكتوبًا بخط يد صغير وأنيق. كان الدفتر يحتوي على المزيد من التفاصيل عن حياة ليلى. ذكرت في اليوميات أنها شعرت دائمًا بأن أحدًا يراقبها، وأن الرجل الغريب كان يظهر في أحلامها أيضًا.
بينما كان عمر يقرأ، شعر ببرودة مفاجئة في الغرفة. سمع صوتًا خافتًا ينادي باسمه. بدأ يشعر بالخوف، لكنه حاول أن يبقى هادئًا. فجأة، انطفأ المصباح الذي يحمله، وغرقت الغرفة في الظلام.
بدأ عمر يتحسس طريقه للخروج، لكن الباب الذي دخل منه كان مغلقًا بإحكام. شعر وكأن المنزل يحاول أن يحتجزه. في تلك اللحظة، شعر بيد باردة تلمس كتفه. التفت بسرعة ورأى ظلًا باهتًا لفتاة صغيرة تحمل دميتها.
قالت له بصوت خافت: “لماذا أتيت إلى هنا؟”. شعر عمر بالخوف ولكنه حاول أن يتمالك نفسه. سألها: “هل أنتِ ليلى؟”. أومأت برأسها وقالت: “نعم، لكنني لست حرة. الرجل الذي كان يراقبني لا يزال هنا، وهو لن يسمح لي بالمغادرة.”
بدأ عمر يسألها عن الطريقة التي يمكن أن يساعدها بها، لكنها اختفت فجأة. سمع صوت خطوات ثقيلة قادمة نحوه. بدأ يبحث عن مخرج بأي طريقة، لكنه شعر بأن الظلال تتحرك حوله.
في اللحظة الأخيرة، وجد نافذة مفتوحة وقفز منها إلى الخارج. عندما نظر خلفه، رأى المنزل يضيء للحظة ثم يعود إلى الظلام. عاد إلى القرية وهو يشعر بأنه اكتشف جزءًا من الحقيقة، لكنه أدرك أن اللغز لا يزال قائمًا.
هل تعتقد أن عمر كان شجاعًا أم متهورًا عندما قرر مواجهة المجهول؟ شاركنا رأيك في التعليقات.