الكرم الذي صنع الفرق

الكرم الذي صنع الفرق

في إحدى القرى الهادئة، عاشت فتاة تدعى نور. كانت نور تُعرف في قريتها بابتسامتها الدائمة وحبها لمساعدة الآخرين. ورغم أن عائلتها كانت بسيطة الحال، إلا أن نور كانت تمتلك قلبًا مليئًا بالعطاء والإيمان بأن الخير لا يُقاس بما نملك، بل بما نعطيه.

في أحد الأيام، بينما كانت نور عائدة من السوق، رأت رجلاً مسنًا جالسًا على حافة الطريق، يبدو عليه التعب والجوع. توقفت نور وسألته بلطف: “هل تحتاج إلى شيء يا عمّ؟” رفع الرجل رأسه وأجاب بصوت مبحوح: “أبحث عن مأوى وطعام. أنا غريب عن هذه القرية.”

لم تتردد نور في عرض المساعدة. أخذت الرجل إلى منزلها، رغم صغر حجمه، وقدمت له الطعام والماء. شاركته عائلتها القليل مما تملكه، وعاملته كأنه فرد من أسرتهم.

مرت الأيام، وبدأ الرجل في استعادة عافيته. لم يكن رجلاً عاديًا؛ فقد كان تاجرًا كبيرًا في إحدى المدن البعيدة، لكنه فقد كل ما يملكه بسبب ظروف قاسية. ومع ذلك، لم يكن قد نسي خبراته التجارية وحكمته التي جمعها على مر السنين.

بعد فترة، قرر الرجل أن يرد جميل نور وعائلتها، ولكنه أراد أن يكون لذلك أثر حقيقي في حياتهم. تحدث مع نور عن مهاراتها وطموحاتها، وعلم أنها تحلم بإطلاق مشروع صغير يساعدها على تحقيق استقلاليتها ودعم أسرتها.

بفضل خبرته، بدأ الرجل في مساعدة نور على التخطيط لمشروعها. علّمها كيفية إدارة الأموال، وكيفية التسويق لمنتجاتها. كانت الفكرة بسيطة: بيع الحرف اليدوية التي كانت نور بارعة في صناعتها.

مع مرور الوقت، أصبحت منتجات نور مطلوبة في القرية وما حولها. بدأ المشروع يكبر تدريجيًا، ولم تنسَ نور قط ما تعلمته من الرجل. حرصت دائمًا على رد الجميل لمجتمعها من خلال توظيف شباب القرية وتدريبهم، ليصبح مشروعها نقطة انطلاق للعديد من العائلات الأخرى.

بعد سنوات، أصبحت نور رمزًا للكرم والتعاون في قريتها. الجميع كان يعلم أن البداية كانت بفضل لحظة كرم تجاه غريب لا تعرفه. لكن ما كان مدهشًا هو أن هذا الكرم صنع فارقًا ليس فقط في حياة الرجل، بل في حياة مجتمع بأكمله.

والآن عزيزي القارئ، هل سبق لك أن قدمت مساعدة بسيطة لشخص غريب؟ كيف يمكن أن تكون لتلك اللحظة أث

ر أكبر مما تتوقع؟