الغرفة رقم 13 لا تنام أبدًا

الغرفة رقم 13 لا تنام أبدًا

في مدينة صغيرة تقع على أطراف الجبال، كان هناك فندق قديم بُني منذ مئات السنين. الفندق كان يحتوي على العديد من الغرف المريحة، ولكنه كان مشهورًا بغرفته الوحيدة التي لا يُسمح للضيوف بالبقاء فيها: الغرفة رقم 13. لا أحد يعرف السبب الحقيقي وراء منع الناس من البقاء في هذه الغرفة، لكن الشائعات انتشرت بسرعة بين سكان المدينة.

يقال إن هذه الغرفة كانت مليئة بالأسرار القديمة والأشياء الغريبة. وكان الجميع يتجنبون الحديث عنها، رغم أن العديد من زوار الفندق قد حاولوا التسلل إليها في وقت متأخر من الليل. كان النزلاء في الفندق يتساءلون دائمًا عن هذه الغرفة، ولكنهم لم يحصلوا على إجابة قاطعة.

في يوم من الأيام، قرر شاب يدعى “ماهر” زيارة المدينة القديمة للاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع. كان ماهر محبًا للاستكشاف والمغامرات، ولديه شغف باكتشاف الأماكن المهجورة والمباني القديمة. وفي اليوم الأول من زيارته، قرر أن يقيم في هذا الفندق العتيق.

أثناء حديثه مع موظف الاستقبال، ذكر له أن الغرفة رقم 13 محظورة، ولكن ماهر لم يصدق تلك القصص. كان فضوله يزداد، ولم يستطع مقاومة التفكير في تلك الغرفة التي لا يُسمح لأحد بالبقاء فيها. بعد أن أنهى حديثه مع الموظف، صعد إلى غرفته وقرر أن يكتشف الحقيقة.

في منتصف الليل، بينما كان الفندق هادئًا والنزلاء نائمين، قرر ماهر أن يحاول دخول الغرفة رقم 13. كان قلبه ينبض بشدة وهو يتسلل عبر الممرات المظلمة للفندق. كان الباب إلى الغرفة مغلقًا بإحكام، ولكن ماهر تمكن من العثور على مفتاح قديم مخبأ تحت سجادة في إحدى الزوايا المظلمة.

فتح الباب بهدوء، ولكن فور دخوله شعر بشيء غريب. كان الهواء داخل الغرفة باردًا بشكل غير طبيعي، على الرغم من أن الفندق كان دافئًا في الخارج. نظر حوله ببطء، ولاحظ أن الغرفة كانت تحتوي على أثاث قديم جدًا، على الرغم من أن كل شيء كان يبدو غير مستخدم منذ سنوات عديدة. كان هنالك نافذة مفتوحة على مصراعيها، وعاصفة خفيفة تهب من خلالها.

بينما كان يستعرض الغرفة، شعر بشيء غير مرئي يتحرك خلفه. استدار بسرعة، ولكنه لم يرَ شيئًا. ومع ذلك، بدأ يشعر بشيء غريب في قلبه، كما لو كان هناك وجود غير مرئي في الغرفة يراقبه. فجأة، سمع صوت همسات تأتي من الجدران، وهمسات لم تكن مفهومة. بدأ يتراجع ببطء نحو الباب، لكنه شعر وكأن شيئًا ما يلاحقه.

في تلك اللحظة، أدرك ماهر أن الغرفة لم تكن كما كان يعتقد. كانت مليئة بالأسرار والأحداث الغامضة التي لا يمكن تفسيرها. واصل الجدران الهامة والهمسات التي تحيط به، ولم يعد يشعر بالراحة أبدًا. كانت الغرفة تشع طاقة غريبة، وكأنها تعيش بنفسها.

قبل أن يستطيع الخروج، سمع صوتًا عميقًا من الظلام، صوتًا يقول له: “أنت لست أول من يجرؤ على دخول هذه الغرفة. ولكنك ستكون الأخير.”

كان الصوت منخفضًا، ولكنه كان واضحًا في أذنه. شعر ماهر بشيء غريب في قلبه، وركض نحو الباب. كان يحاول فتحه بأقصى ما يمكنه، ولكن الباب كان مغلقًا بإحكام. فجأة، انبعث ضوء ساطع من النافذة، وكأن الغرفة كانت تضيء فجأة. ثم، ولسبب غير مفهوم، انفتح الباب، وتمكن ماهر من الهروب.

ولكنه لم يكن هو نفسه بعد تلك التجربة. كان يشعر بشيء ثقيل في صدره، وكأن الغرفة قد أخذت منه شيئًا. لم يعد قادرًا على النوم بشكل طبيعي، وبدأ يسمع همسات في كل مكان يذهب إليه. استمرت الذكريات الغريبة من تلك الغرفة في ملاحقته، وبدأ يشعر وكأن شيئًا غير مرئي يلاحقه دائمًا.

مرت أيام، وأصبح ماهر أكثر هوسًا بالغرفة رقم 13. كان يعتقد أن هناك شيئًا فيها يمكنه أن يجيب عن أسئلته الغامضة. ولكن كلما عاد إلى الفندق، وجد أن الغرفة كانت مغلقة وأنه لا يستطيع الوصول إليها أبدًا.

ومع مرور الوقت، بدأ ماهر يكتشف أن الغرفة كانت أكثر من مجرد مكان مهجور. كانت تمثل سرًا قديمًا يتعلق بالفندق نفسه، وكان وراء هذا السر قوى لا يمكن للبشر فهمها. كانت الغرفة رقم 13 لا تنام أبدًا، وكانت تنتظر شخصًا آخر ليحل اللغز.

هل تعتقد أن هناك أسرارًا مخفية في أماكن مشابهة لغرف الغرف المهجورة؟ وهل تظن أن هناك قوى خفية تحيط بنا في أماكن قد نمر بها يومًا؟

عالم القصص