الغرفة المغلقة وأسرار الدماء

عالم القصص: بداية الغموض

في إحدى الليالي الباردة من فصل الشتاء، كان “عمر” يتجول في أروقة قصر جده القديم الذي ورثه بعد وفاته. كان القصر ضخماً ومهجوراً لسنوات طويلة، وكانت جدرانه تحمل نقوشاً وزخارف تعود لقرون مضت. بين أصداء خطواته وصوت الرياح العاصفة التي تتسلل عبر النوافذ المكسورة، شعر عمر ببرودة غريبة تجتاح المكان، وكأن القصر يخفي شيئاً مظلماً.

بينما كان عمر يستكشف غرف القصر، صادف باباً خشبياً قديماً عليه قفل صدئ. لم يكن هذا الباب مألوفاً له، فقد أمضى طفولته في هذا القصر ولم يرَ هذا الباب من قبل. اشتعلت داخله رغبة ملحة لمعرفة ما وراءه. بعد محاولات عدة، تمكن من كسر القفل باستخدام قطعة حديدية وجدها على الأرض.

عالم القصص: الاكتشاف الصادم

عندما فتح الباب، وجد غرفة صغيرة مظلمة لا يدخلها الضوء. استخدم هاتفه المحمول لإضاءة المكان، وكانت المفاجأة أن الغرفة تحتوي على أثاث قديم مغبر، ومجموعة من الكتب المبعثرة على الأرض، وصورة عائلية قديمة بإطار مكسور. لكن ما لفت انتباهه حقاً هو وجود بقع دماء على الأرض.

تجمدت أنفاس عمر للحظات وهو يتأمل المشهد. تساءل عن سبب وجود الدماء في غرفة مغلقة لسنوات طويلة. وبينما كان يحاول ترتيب أفكاره، وجد دفتر مذكرات مغلقاً بإحكام على أحد الأرفف. بدا وكأن هذا الدفتر يحمل الإجابة على كل الأسئلة التي دارت في ذهنه.

عالم القصص: أسرار الدفتر

جلس عمر على الأرض وفتح الدفتر بحذر. كانت الصفحات مكتوبة بخط يد غير منتظم، وكأن الكاتب كان في حالة من التوتر. بدأت المذكرات بسرد تفاصيل حياة “إلياس”، أحد أجداد عمر، الذي عاش في القصر منذ أكثر من مئة عام. تحدث إلياس في مذكراته عن أصوات غريبة كان يسمعها ليلاً، وعن شعوره الدائم بأن هناك من يراقبه.

ثم بدأت المذكرات تأخذ منحى مظلماً، حيث وصف إلياس حادثة وقعت في القصر. كان إلياس قد دعا مجموعة من أصدقائه لقضاء ليلة في القصر، ولكن في صباح اليوم التالي، وُجد أحدهم مقتولاً بطريقة غامضة، وكانت الدماء تغطي أرضية الغرفة المغلقة. ومنذ ذلك اليوم، قرر إلياس إغلاق الغرفة تماماً وعدم ذكر الحادثة لأي شخص.

عالم القصص: اللغز يزداد تعقيداً

بينما كان عمر يقرأ المذكرات، شعر بشيء غريب في الغرفة. كانت هناك برودة غير طبيعية، وكأن شيئاً ما يحاول إخباره بأن يتوقف عن القراءة. لكنه لم يستسلم للذعر وأكمل القراءة. اكتشف أن إلياس كتب في الصفحة الأخيرة أن “الحقيقة مدفونة تحت الأرضية”.

أثار هذا الفضول في قلب عمر، فبدأ بفحص أرضية الغرفة. بعد دقائق من البحث، وجد لوحاً خشبياً يبدو مختلفاً عن بقية الأرضية. باستخدام قطعة الحديد ذاتها، تمكن من رفع اللوح ليجد صندوقاً صغيراً مخفياً.

عالم القصص: الصندوق الغامض

كان الصندوق مغلقاً بقفل صغير، لكن عمر استطاع كسره بسهولة. داخل الصندوق، وجد مجموعة من الأوراق القديمة ورسالة مكتوبة بخط يد مختلف عن المذكرات. كانت الرسالة تحتوي على اعتراف صادم: القاتل لم يكن سوى إلياس نفسه. كتب في الرسالة أنه فقد السيطرة على نفسه تلك الليلة بعد شجار عنيف مع صديقه، وأنه أخفى الجثة والدماء وحاول دفن الحقيقة للأبد.

شعر عمر بصدمة شديدة وهو يقرأ هذه الكلمات. لكنه لم يكن متأكداً مما يجب أن يفعله بهذه المعلومات. هل يجب أن يبلغ الشرطة؟ أم يترك الماضي مدفوناً كما أراده إلياس؟

عالم القصص: القرار المصيري

بعد ساعات من التفكير، قرر عمر أن يغلق الغرفة مرة أخرى ويعيد الصندوق والمذكرات إلى مكانهما. شعر بأن هذا القصر مليء بالذكريات المؤلمة التي من الأفضل أن تظل في طي النسيان. لكن في أعماقه، كان يعلم أن هذه الأسرار ستظل تطارده كلما دخل القصر.

وفي النهاية، غادر عمر القصر وهو يحمل في قلبه عبئاً ثقيلاً وسؤالاً يطارده: “هل كان يجب عليه كشف الحقيقة أم تركها مدفونة؟”

وأنت، عزيزي القارئ، إذا كنت مكان عمر، ماذا كنت ستفعل؟