العصفور الذهبي وحلم الحرية

العصفور الذهبي وحلم الحرية

عالم القصص

في قلب الغابة المليئة بالأسرار والعجائب، عاش عصفور ذهبي اللون. كان لمعان ريشه يجذب الأنظار، حتى أنه كان يُعرف بين الحيوانات باسم “جوهرة الغابة”. ورغم جماله الآسر، كان العصفور يعيش في قفص صغير معلّق داخل قصر فخم يملكه أحد الملوك.

عالم القصص

كان الملك مغرماً بجمال العصفور الذهبي ويعتبره كنزاً لا يُقدَّر بثمن. كان القفص مصنوعاً من الذهب الخالص، مزيناً بالأحجار الكريمة، وتحيط به الأزهار العطرة. لكن العصفور، رغم هذا الثراء، كان يحلم بشيء واحد فقط: الحرية.

عالم القصص

كل صباح، كان الملك يزور العصفور ليشاهد جماله ويسمع تغريده الساحر. وكان يقول له: “أنت أجمل ما أملك. كيف يمكنني أن أتركك تذهب؟” وكان العصفور ينظر إلى السماء من نافذة القصر، متسائلاً: “كيف سيكون شعور الطيران بين الغيوم؟”.

عالم القصص

ذات يوم، اقتربت فتاة صغيرة من القفص. كانت الفتاة ابنة أحد الخدم في القصر، وكانت معروفة بلطفها وحبها للحيوانات. لاحظت الحزن في عيني العصفور، فسألته: “لماذا تبدو حزيناً رغم هذا القفص الفخم؟”

أجابها العصفور: “الحرية أثمن من الذهب. أريد أن أعيش بين الأشجار وأحلق في السماء.”

عالم القصص

تأثرت الفتاة بكلامه وقررت أن تساعده، لكنها كانت تعلم أن تحريره ليس بالأمر السهل. فكرت كثيراً في خطة، وذات ليلة، تسللت إلى القفص وفتحت بابه بهدوء. همست للعصفور: “أنت حر الآن. طِر بعيداً قبل أن يكتشف أحد.”

لم يصدق العصفور عينيه عندما رأى الباب مفتوحاً. شكر الفتاة من أعماق قلبه، ثم فتح جناحيه وحلق عالياً نحو السماء.

عالم القصص

كانت الغابة في انتظاره. أحس العصفور بنسيم الحرية يلامس جناحيه لأول مرة. تنقل بين الأشجار، واستمتع بجمال الطبيعة، وبدأ بتكوين صداقات مع الطيور الأخرى. لم يكن هناك حدود لتحركاته، وكان يشعر وكأنه يعيش حلماً جميلاً.

عالم القصص

لكن، مع مرور الأيام، أدرك العصفور أن الحرية تحمل مسؤولياتها. كان عليه أن يبحث عن الطعام بنفسه ويتجنب الحيوانات المفترسة. لم يكن الأمر سهلاً كما تخيل. لكنه لم يندم قط، فقد كان يفضل الحرية المليئة بالتحديات على حياة القفص المريحة.

عالم القصص

وفي يوم من الأيام، التقى العصفور بطيور أخرى كانت تحلم بالحرية مثله. قرر أن يشاركهم قصته وكيف استطاع أن يحقق حلمه. أصبح مصدر إلهام لهم، وبدأ يساعد الطيور الأخرى على الهروب من أقفاصها.

عالم القصص

مع مرور الوقت، أصبح العصفور الذهبي رمزاً للحرية في الغابة. كان الجميع يحترمونه ويحبونه، ليس فقط لجماله، ولكن لشجاعته وإصراره على تحقيق حلمه. أدرك أن الحرية ليست مجرد حلم، بل مسؤولية تتطلب الشجاعة والعمل الجاد.

نهاية القصة

ما رأيك في قصة العصفور الذهبي؟ وهل تعتقد أن الحرية تستحق كل هذا العناء؟ شاركنا رأيك في التعليقات.