الطائر الذي يخاف من الطيران

الطائر الذي يخاف من الطيران

عالم القصص

في قلب غابةٍ خضراء مليئة بالحياة، كانت تعيش مجموعةٌ كبيرة من الطيور الملونة. بين هذه الطيور، كان هناك طائر صغير يُدعى “زاهي”. كان زاهي مميزًا بألوان ريشه البراقة التي تشبه قوس قزح، لكنه كان يحمل سرًا كبيرًا: زاهي كان يخاف من الطيران.

عالم القصص

منذ أن فقس زاهي من البيضة، كان يشعر بالخوف كلما حاول أحدهم تشجيعه على التحليق. كان يرى باقي الطيور الصغيرة تحلق بسهولة بين أغصان الأشجار وتلهو بسعادة في السماء. لكنه كلما حاول أن يفتح جناحيه ويقفز من العش، كان يتراجع بخوف.

عالم القصص

كانت والدته دائمًا بجانبه، تقول له بحنان: “لا تخف يا زاهي، الطيران شيء طبيعي لكل الطيور. جناحاك قويان وستكون رائعًا في السماء.” لكنه لم يكن يصدق ذلك. كان يفكر دائمًا: “ماذا لو سقطت؟ ماذا لو لم أستطع الطيران جيدًا؟”.

عالم القصص

ذات يوم، جاء موسم الرياح الموسمية، وكانت الرياح تعصف بقوة. بدأت الأغصان تتمايل بشكل خطير، وكان من الضروري أن تغادر جميع الطيور الصغيرة أعشاشها إلى مكان أكثر أمانًا. نظرت والدة زاهي إليه وقالت بجدية: “حان الوقت يا بني. علينا أن نطير الآن.”

عالم القصص

شعر زاهي بالخوف الشديد، لكنه لم يكن لديه خيار آخر. قرر أن يواجه خوفه. أخذ نفسًا عميقًا ونظر إلى السماء. كانت الغيوم تتحرك بسرعة، وكانت الرياح تعزف لحناً مرعباً. لكن زاهي جمع شجاعته وقفز من العش.

عالم القصص

في البداية، كان الأمر صعبًا. لم يكن يعرف كيف يحرك جناحيه بشكل صحيح، وكان يهبط بشكل مفاجئ بين الحين والآخر. لكنه تذكر كلمات والدته وبدأ يحاول بجدية أكبر. شيئًا فشيئًا، بدأ يتحكم في حركاته. وجد نفسه يحلق في السماء، يشعر بالرياح على ريشه ويستمتع بحرية لم يعرفها من قبل.

عالم القصص

بعد أن أصبح زاهي أكثر ثقة بنفسه، لاحظ أن هناك طيورًا صغيرة أخرى تواجه نفس الخوف الذي كان يعاني منه. قرر أن يساعدها. بدأ يُشجعها بكلماته اللطيفة ويُريها كيف تحرك جناحيها. وبفضله، استطاعت تلك الطيور أيضًا التغلب على مخاوفها.

عالم القصص

أصبح زاهي بطل الغابة، ليس لأنه تعلم الطيران فقط، بل لأنه ساعد الآخرين على التغلب على مخاوفهم. أدرك أن الخوف جزء طبيعي من الحياة، لكنه ليس نهاية الطريق. وكلما واجهنا مخاوفنا، أصبحنا أقوى.

عالم القصص

وهكذا، عاش زاهي حياة مليئة بالمغامرات، وأصبح رمزًا للشجاعة والإصرار لكل من يعرفه.

سؤال للقارئ:

ما هو الخوف الذي تريد التغلب عليه في حياتك؟ وهل لديك شخص يساعدك مثلما فعلت والدة زاهي؟