الشجرة التي شهدت كل شيء

الشجرة التي شهدت كل شيء

في قرية صغيرة تتوسطها غابة خضراء كثيفة، كانت تقف شجرة عملاقة يعرفها جميع أهل القرية. لم تكن مجرد شجرة عادية، بل كانت تُلقب بـ”شجرة الحكايات”. كان عمرها يمتد لمئات السنين، وقد شهدت كل لحظة من لحظات الحياة في القرية.

عالم القصص

كانت الشجرة ضخمة بجذعها المتين وأغصانها التي امتدت كأنها تحاول احتضان السماء. كلما اقترب منها أحد، شعر بسلام داخلي غريب وكأنها تهمس له بأسرار الزمن. كان الأطفال يجتمعون حولها في ليالي الصيف ليستمعوا إلى قصص الأجداد التي تحكي عن بطولات الماضي وحكايات الأساطير. ولكن ما لم يعرفه الجميع هو أن الشجرة لم تكن مجرد مستمعة، بل كانت تروي القصص لمن يستطيع سماعها.

عالم القصص

ذات يوم، اقترب من الشجرة طفل يُدعى آدم. كان آدم فضوليًا ومحبا للاستكشاف. جلس بجوار الشجرة ووضع يده على جذعها الخشن. فجأة، شعر بشيء مختلف. لقد سمع صوتًا خافتًا يشبه الهمس. “مرحبًا يا آدم”، قال الصوت. فزع الطفل في البداية ولكنه أدرك أن الصوت يأتي من الشجرة نفسها.

عالم القصص

“لا تخف يا صغيري. أنا شجرة الحكايات، وأعلم كل شيء عن هذه القرية. أريد أن أخبرك قصة لا يعرفها أحد.” جلس آدم متحمسًا ومستعدًا لسماع القصة. بدأت الشجرة تروي:

عالم القصص

“منذ مئات السنين، كانت هذه القرية تعيش في سلام، حتى جاء يوم غريب. ظهرت غيوم سوداء في السماء، وصار الجو مشحونًا بطاقة غريبة. تجمع أهل القرية حولي بحثًا عن إجابة. عندها ظهر رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة، وقال إن الغيوم هي نذير شؤم وأن القرية بحاجة إلى بطل شجاع ينقذها.”

عالم القصص

واصلت الشجرة قصتها: “كان هناك شاب يُدعى ياسين، مشهور بشجاعته وطيبته. قرر أن يواجه هذا التحدي بمفرده. أخذ سيفه القديم وانطلق إلى الغابة المظلمة حيث مصدر الطاقة الغريبة. وبعد مغامرات مليئة بالمخاطر، اكتشف أن الغيوم السوداء كانت نتيجة تعويذة ألقتها ساحرة شريرة تسكن في أطراف الغابة.”

عالم القصص

“تواجه ياسين مع الساحرة، وبعد معركة شرسة تمكن من كسر التعويذة. اختفت الغيوم السوداء وعاد السلام إلى القرية. ولكن ياسين لم يعد، فقد اختفى في الغابة ولم يُعثر عليه أبدًا. منذ ذلك اليوم، أصبحت الشجرة هنا شاهدة على تلك الأحداث، وأشعر بوجود ياسين في كل مرة تهب الرياح.”

عالم القصص

نظر آدم إلى الشجرة بدهشة وسألها: “هل تعتقدين أن ياسين لا يزال حيًا؟” ابتسمت الشجرة وردت: “بعض الأسئلة تحتاج إلى شجاعة كبيرة للبحث عن إجاباتها.”

عالم القصص

عاد آدم إلى قريته وقصّ على الجميع ما سمعه. لم يصدقه أحد، لكن قلبه كان مليئًا بالحماسة. قرر أن يصبح هو البطل الذي يبحث عن الحقيقة. وهكذا بدأت مغامرة جديدة في حياة القرية، وأصبحت الشجرة ليست فقط شاهدة على الماضي، بل ملهمة لمستقبل مليء بالقصص.

ماذا عنك؟

هل تعتقد أن الشجرة تخفي أسرارًا أخرى؟ وهل لديك الشجاعة لتكتشفها بنفسك؟ شاركنا رأيك في التعليقات.