
الريشة الذهبية: قصة البحث عن الحقيقة
في قرية صغيرة تقع بين أحضان الجبال والغابات الكثيفة، كانت هناك أسطورة تُروى منذ مئات السنين عن “الريشة الذهبية”. يُقال إن من يجد هذه الريشة ستتحقق له أمنية واحدة، شرط أن تكون أمنيته نابعة من قلبه الصادق.
البداية: رسالة غامضة
“علي”، شاب شغوف بالمغامرة ويحب الاستماع إلى الأساطير القديمة. كان يعيش مع والدته في منزل متواضع بجانب الغابة. في أحد الأيام، وجد رسالة قديمة داخل كتاب في مكتبة القرية تقول: “الريشة الذهبية مدفونة في قلب الغابة العتيقة، لكنها ليست لكل من يسعى وراءها. احذر، فالطريق محفوف بالمخاطر”.
قرأ علي الرسالة بشغف وقرر أن يبدأ رحلته للبحث عن الريشة. كانت والدته تخشى عليه، لكنها أدركت أنه لن يتراجع. فأعطته قلادة كانت تقول إنها تجلب الحظ.
الطريق إلى الغابة
انطلق علي إلى الغابة، حاملاً حقيبته التي تحوي بعض الماء والطعام ومصباحًا يدويًا. كانت الغابة مظلمة وكثيفة، ولكن شغفه بالأسطورة منحه الشجاعة. بعد ساعات من المشي، وجد علي شجرة ضخمة تبدو أقدم من القرية نفسها. لاحظ أن هناك نقشًا على جذعها يقول: “للوصول إلى الريشة، عليك أن تتخطى ثلاثة اختبارات”.
الاختبار الأول: حكمة القرار
ظهر أمام علي رجل عجوز يحمل ميزانًا. قال له: “أمامك خياران، طريق مظلم ولكنه قصير، وطريق مشرق لكنه طويل. اختر بحكمة”. تردد علي، ولكنه أدرك أن الطريق المظلم قد يكون مخيفًا ولكنه سيكون أسرع. سار في الطريق المظلم، حيث واجه أصواتًا مرعبة، لكنه ثبت حتى وصل إلى نهاية الطريق ليجد واحة مضيئة.
الاختبار الثاني: شجاعة القلب
في الواحة، واجه علي أسدًا ضخمًا يزأر بقوة. بدلاً من الهروب، وقف علي بثبات ونظر إلى الأسد مباشرةً قائلاً: “لا أريد القتال، لكنني سأدافع عن نفسي إن اضطررت”. فجأة، اختفى الأسد، وظهر أمامه حجر يحمل نقشًا: “الشجاعة ليست في القوة، بل في مواجهة الخوف بصدق”.
الاختبار الثالث: نقاء النية
وصل علي أخيرًا إلى نهر صغير، حيث وقف أمام امرأة جميلة تحمل الريشة الذهبية. قالت له: “قبل أن أعطيك الريشة، أخبرني: ما هي أمنيتك؟”.
فكر علي قليلًا وأجاب: “أمنيتي هي أن أساعد قريتي التي تعاني من الجفاف”.
ابتسمت المرأة وأعطته الريشة قائلةً: “لأن نيتك صافية، الريشة لك”.
العودة إلى القرية
عاد علي إلى القرية ومعه الريشة الذهبية. استخدمها للدعاء بعودة المياه إلى القرية. وفجأة، بدأ المطر يهطل بغزارة، وتحولت الأرض القاحلة إلى جنة خضراء. أصبح علي بطلًا في أعين الجميع، ليس فقط لأنه وجد الريشة، ولكن لأنه أظهر شجاعة ونقاء نية قلّ نظيرهما.
سؤال للقارئ:
ما هو الشيء الذي قد تطلبه لو كان لديك “الريشة الذ
هبية”؟ وهل ستكون نيتك صافية كعلي؟