الدمى التي تتحدث في الظلام

الدمى التي تتحدث في الظلام

عالم القصص

كانت ليلى فتاة صغيرة تعيش في منزل قديم في أطراف القرية. كانت تحب اللعب بالدمى، وخصوصًا دميتها المفضلة التي أسمتها “لينا”. كانت لينا دمية قديمة موروثة من جدتها، وكانت تتميز بعينيها اللامعتين وابتسامتها الغامضة.

في إحدى الليالي الباردة، وبينما كانت ليلى تغفو على سريرها، سمعت صوتًا خافتًا يأتي من زاوية الغرفة. ظنت في البداية أنه صوت الرياح، لكنها أدركت بعد قليل أن الصوت يبدو وكأنه همسات متقطعة. جلست على السرير وهي تحدق في الظلام، وبدأت تشعر بالخوف.

اقترب الصوت شيئًا فشيئًا، حتى بدا وكأنه قادم من مكان قريب جدًا. عندما أضاءت المصباح الصغير بجانب سريرها، وجدت أن الصوت يأتي من مكان وجود دميتها “لينا”. لم تصدق عينيها عندما لاحظت أن شفتي الدمية تتحركان وكأنها تتحدث! كانت الكلمات غير واضحة، لكنها كانت تسمع اسمها يتردد بين الحروف.

بداية الرعب

عالم القصص

لم تستطع ليلى أن تتحرك من مكانها. كانت متجمدة من الخوف، ويدها ترتعش وهي تحمل المصباح. جمعت شجاعتها وسألت الدمية: “لينا، هل هذا أنتِ؟”. توقفت الدمية عن الحركة، وعاد الهدوء إلى الغرفة. ظنت ليلى أنها ربما تخيلت الأمر بسبب التعب، لكنها قررت أن تحتفظ بالدمية بعيدًا عن غرفتها.

في صباح اليوم التالي، أخبرت والدتها بما حدث. ضحكت الأم وقالت لها: “ليلى، ربما كنتِ تحلمين. الدمى لا تتحدث، يا عزيزتي.” حاولت ليلى أن تقنع نفسها بذلك، لكنها شعرت بعدم الراحة طوال اليوم.

مع حلول الليل، عادت ليلى إلى غرفتها وحاولت أن تتجاهل أفكارها عن الدمية. وضعت “لينا” في خزانة الملابس وأغلقت الباب بإحكام. لكنها ما إن أطفأت الأنوار حتى سمعت صوتًا خافتًا مرة أخرى. هذه المرة، كان الصوت أقرب وأوضح: “ليلى، لماذا تركتني وحدي؟”

اكتشاف السر

عالم القصص

شعرت ليلى بأن عليها أن تعرف حقيقة ما يحدث. قررت أن تخبر صديقتها المقربة، سارة، التي كانت دائمًا شجاعة وتحب المغامرات. عندما جاءت سارة إلى منزل ليلى، قالت لها: “علينا أن نعرف سر هذه الدمية. ربما هناك شيء مميز بها.”

أخذت الفتاتان الدمية وبدأتا تفحصانها بعناية. لاحظتا وجود فتحة صغيرة في ظهر الدمية، وعندما فتحتاها، وجدتا بداخلها جهاز تسجيل قديم جدًا. أدركتا أن هذا الجهاز هو الذي يصدر الأصوات، لكنه لا يعمل تلقائيًا، بل يحتاج إلى من يشغله.

الحقيقة المفاجئة

عالم القصص

في تلك اللحظة، سمعت الفتاتان صوت خطوات قادم من الطابق السفلي. نظرتا إلى بعضهما البعض بقلق، وقررتا النزول لمعرفة ما يجري. عندما وصلتا إلى الطابق السفلي، وجدتا والد ليلى جالسًا على الكرسي يحمل جهاز تحكم صغير.

ضحك الوالد وقال: “لقد كنت أنا من يعبث معكِ يا ليلى. أردت فقط أن أختبر شجاعتك.” شعرت ليلى بالراحة والضيق في الوقت نفسه. أخبرته أنها كانت خائفة للغاية، وطلبت منه ألا يفعل ذلك مجددًا.

لكن بعد رحيل والدها، لاحظت ليلى شيئًا غريبًا. كان جهاز التحكم الذي يحمله والدها جديدًا، بينما الجهاز داخل الدمية قديم جدًا ولا يمكن تشغيله بتقنيات حديثة. هل كان والدها حقًا من يتحكم بالدمية؟ أم أن هناك سرًا آخر لم يكتشف بعد؟

سؤال للقارئ

ما رأيك؟ هل تعتقد أن والد ليلى كان يقول الحقيقة، أم أن هناك شيئًا غامضًا لم يظهر بعد؟