الحكمة في قطرة الماء
عالم القصص
في يوم من الأيام، تحت سماء زرقاء واسعة وشمس مشرقة، بدأت قطرة ماء صغيرة رحلتها من بحيرة هادئة تحيط بها الأشجار الكثيفة. لم تكن تعلم هذه القطرة الصغيرة أنها ستخوض مغامرة ستغير حياتها تمامًا.
استلقت القطرة بهدوء على سطح البحيرة، حيث كانت تشعر بالأمان والراحة. ولكن الرياح التي هبت فجأة دفعتها نحو حافة البحيرة. هناك، التقت بنهر صغير كان يجري بسرعة. قال النهر للقطرة: “تعالي معي! سأخذك في رحلة إلى أماكن لم تريها من قبل.”
عالم القصص
في البداية، شعرت القطرة بالخوف. فقد كانت معتادة على الهدوء والسكينة، ولم تتخيل يومًا أنها ستغادر منزلها الآمن. ولكن الفضول تغلب على خوفها، وقررت الانضمام إلى النهر. بدأ النهر يحكي لها عن جمال العالم وأسراره، وعن البحار الواسعة والجبال الشاهقة التي ستراها في طريقها.
مع مرور الأيام، بدأت القطرة تستمتع بالمغامرة. شاهدت الطبيعة الخلابة، من مروج خضراء ووديان عميقة، والتقت بقطرات أخرى كانت تشاركها نفس الرحلة. كل قطرة لديها قصة مختلفة، وحكمة خاصة بها. تبادلت القطرة معهم الأحاديث واكتشفت أن لكل واحدة منهم دورًا خاصًا في الطبيعة.
عالم القصص
في أحد الأيام، شعرت القطرة بالحرارة ترتفع حولها. لم تكن تدري أن الشمس تسحبها بلطف نحو السماء. كانت تجربة جديدة ومثيرة بالنسبة لها. تحولت القطرة إلى بخار، وصعدت إلى الغيوم حيث قابلت قطرات أخرى أصبحت مثلها. كانت الغيوم مكانًا مختلفًا تمامًا، مليئًا بالحركة والتغير.
قالت إحدى القطرات الكبيرة لها: “لا تخافي. نحن هنا لنؤدي دورًا جديدًا. قريبًا، ستعودين إلى الأرض وتكملين رحلتك.”
عالم القصص
وبعد أيام قليلة، بدأت الغيوم تمطر. سقطت القطرة مع ملايين القطرات الأخرى على الأرض، ولكن هذه المرة في حقل زراعي. روت القطرة التربة وساعدت في نمو النباتات. شعرت لأول مرة بأنها جزء من شيء أعظم، وأن وجودها له معنى كبير.
في الحقل، استمعت القطرة إلى كلمات الفلاح الذي كان يراقب الأمطار بفرح. قال: “شكراً لكِ أيتها الأمطار. بدونكِ لن نستطيع زراعة الطعام.” شعرت القطرة بالفخر، وبدأت تدرك الحكمة في كل ما مرت به.
عالم القصص
بعد فترة، عادت القطرة إلى النهر، ومن هناك إلى البحيرة حيث بدأت رحلتها. ولكن هذه المرة كانت مختلفة. عادت بحكمة جديدة وفهم أعمق لدورها في الحياة. فهمت أن حتى أصغر الأشياء يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا.
السؤال للقارئ: ما هو الدور الذي تعتقد أنك تؤديه في هذا العالم؟ وكيف يمكنك أن تكون مثل قطرة الماء وتحدث فرقًا إيجابيًا؟