الأميرة التي لا تريد التاج

الأميرة التي لا تريد التاج

في مملكةٍ بعيدة، حيث تمتدُّ الحقول الخضراء وتتعانق الجبال مع السحاب، كانت تعيش أميرة جميلة تُدعى “ليانا”. كانت ليانا تختلف عن بقية الأميرات؛ فبينما كانت الأميرات الأخريات يحلمن بالتاج والعرش، كانت ليانا ترى أن هناك ما هو أعظم من السلطة والجواهر.

البداية: ولادة الأميرة المختلفة

نشأت ليانا في قصرٍ كبير تحيطه حدائق مزهرة وقنوات مائية تُشبه اللوحات الفنية. رغم كل هذا الجمال، كانت ليانا تشعر أن حياتها تخلو من المغزى. لم تكن تهتم بالأزياء الفاخرة أو الحفلات الراقصة، بل كانت تُفضِّل قضاء وقتها في المكتبة القديمة أو التجول بين القرى الصغيرة المحيطة بالمملكة.

شغف ليانا بالخارج

في أحد الأيام، قررت ليانا أن تخرج متخفية إلى القرى لتتعرف على حياة الناس البسطاء. ارتدت ثوبًا بسيطًا وغادرت القصر دون أن تُخبر أحدًا. هناك، رأت حياةً مليئة بالتحديات؛ أطفال يلعبون في التراب، مزارعين يعملون بجدٍ لتأمين لقمة العيش، وحكايات عن أملٍ وصبر رغم قلة الإمكانيات.

لقاء مع الحكيم العجوز

في إحدى القرى، التقت ليانا بحكيمٍ عجوز يعيش وحيدًا عند أطراف الغابة. كان الرجل معروفًا بحكمته العميقة ونصائحه التي تُغيِّر حياة الناس. حين تحدثت معه ليانا، سألته:

“يا سيدي، لماذا أشعر أنني لا أنتمي إلى هذا العالم؟ لماذا لا أريد التاج؟”

أجابها الحكيم بابتسامة:

“لأنك وُلدتِ لتكوني أكثر من أميرة. لديك رسالة أكبر من العرش والجواهر، وهي أن تزرعي الخير في قلوب الناس.”

رحلة البحث عن الذات

بعد ذلك اللقاء، قررت ليانا أن تبدأ رحلتها في تحقيق رسالتها. عادت إلى القصر وطلبت من والدها الملك أن يسمح لها بإنشاء مدرسة لتعليم الأطفال الفقراء، وعيادة صغيرة لعلاج المرضى في القرى. ورغم اعتراض البعض في البداية، إلا أن إصرارها أقنع الجميع.

نجاح المشاريع وتحول المملكة

سرعان ما بدأت مشاريع ليانا تؤتي ثمارها. ازدهرت القرى، وانتشرت السعادة بين الناس. أدرك الملك أن ابنته كانت على حق، وقرر أن يدعمها بكل ما لديه. أصبحت ليانا رمزًا للأمل والإلهام، وتحدث الجميع عن أميرةٍ اختارت خدمة الناس بدلًا من ارتداء التاج.

الاختبار الكبير

ذات يوم، أُصيبت المملكة بكارثة طبيعية. ضربت عاصفة قوية الحقول، وتضررت البيوت، واشتد الجوع بين الناس. وقفت ليانا في الصفوف الأمامية، تعمل جنبًا إلى جنب مع المزارعين والجنود لإعادة بناء ما تهدم. لم تعد مجرد أميرة؛ بل أصبحت قائدة تُلهم الجميع.

النهاية: التاج الحقيقي

بعد سنواتٍ من العمل الجاد، قرر والد ليانا أن يمنحها التاج رسميًا لتصبح ملكة. لكنها رفضت وقالت:

“تاجي الحقيقي هو حب الناس وثقتهم. لا أحتاج إلى جواهر لتكون لي قيمة.”

وبدأت الملكة ليانا عصرًا جديدًا من العدالة والمساواة، حيث أصبحت المملكة نموذجًا يُحتذى به.

—

سؤال للقارئ

إذا كنت مكان الأميرة ليانا، هل كنت ستختار طريق التاج أم طريق الخير

وخدمة الناس؟

اقرأ المزيد عن القصص الملهمة هنا