اختفاء في الظلام

عالم القصص

في قرية نائية تقع على أطراف غابة كثيفة، عاش رجل يُدعى “سامي”. كان سامي شابًا بسيطًا يعمل مزارعًا ويمضي يومه في رعاية حقوله الصغيرة. عُرف سامي بطيبة قلبه ومساعدته للآخرين، لكنه كان يفتقد شيئًا في حياته، ذلك الشعور بالمغامرة.

في إحدى الليالي، وبينما كان سامي يجلس في شرفته المطلة على الحقول، سمع صوتًا غريبًا قادمًا من الغابة. كان الصوت أشبه بأنين ضعيف، متقطع ومثير للريبة. حمل سامي مصباحه واتجه بحذر نحو مصدر الصوت. عندما اقترب من حافة الغابة، توقف للحظة وتساءل إذا كان عليه أن يعود أدراجه، لكنه قرر المضي قدمًا.

دخل سامي الغابة، حيث كانت الأشجار متشابكة والفروع العالية تحجب ضوء القمر. تقدم ببطء، محاولاً تحديد مصدر الصوت. فجأة، تعثر بشيء على الأرض، وعندما نظر إليه، وجد حقيبة صغيرة مهترئة. فتحها ووجد بداخلها دفترًا قديمًا مليئًا بالكتابات الغامضة.

عالم القصص

بدأ سامي يقرأ الكلمات المكتوبة داخل الدفتر، وكانت تشير إلى “كهف الظلال”. الكهف، وفقًا لما هو مكتوب، مكان غامض يقع في أعماق الغابة، حيث تختفي الأشياء ولا تعود أبدًا. رغم خوفه، شعر سامي بفضول شديد يدفعه لاستكشاف هذا المكان.

قرر العودة إلى المنزل والاستعداد للرحلة. جمع بعض المؤن، وأخذ معه خريطة قديمة كان يمتلكها، ورسم خطة للوصول إلى الكهف. انطلق في صباح اليوم التالي، مع إشراقة الشمس التي أضاءت طريقه بين الأشجار. كانت الرحلة شاقة، مليئة بالعوائق والتحديات، لكن سامي لم يستسلم.

عالم القصص

بعد ساعات طويلة من السير، وصل أخيرًا إلى الكهف. كان مدخله مظلمًا ومثيرًا للرهبة، ولكن سامي جمع شجاعته ودخل. داخل الكهف، كان الجو باردًا ورطبًا، والصمت مطبقًا بشكل مخيف. كلما تعمق أكثر، بدأ يسمع أصواتًا غريبة، أشبه بضحكات مكتومة أو بكاء بعيد.

فجأة، رأى شيئًا يلمع في الظلام. اقترب بحذر ليكتشف أنه صندوق صغير مغلق بقفل. حاول فتحه لكنه لم يتمكن. وبينما كان يحاول، سمع صوتًا خلفه. التفت بسرعة ليجد رجلاً عجوزًا يظهر من الظلام. قال الرجل: “إن أردت فتح الصندوق، عليك أن تجد المفتاح المفقود.”

سأل سامي: “أين أجد المفتاح؟” فأجاب العجوز: “المفتاح موجود في قلب الظلام، حيث لا يجرؤ أحد على الدخول.” شعر سامي بالرعب لكنه لم يستطع التراجع بعد أن وصل إلى هذا الحد. استجمع شجاعته وقرر البحث عن المفتاح.

عالم القصص

توجه سامي إلى أعمق نقطة في الكهف، حيث الظلام كثيف لدرجة أنه بالكاد يستطيع رؤية خطواته. وبينما كان يتحسس طريقه، شعر بيدٍ باردة تلمس كتفه. التفت بسرعة لكنه لم يجد أحدًا. تابع طريقه حتى وجد بوابة حجرية عليها نقوش غريبة. دفعها بكل قوته حتى انفتحت، ليجد نفسه في غرفة مضاءة بضوء غريب ينبعث من بلورات متوهجة.

في وسط الغرفة، كان هناك حامل صغير يحمل المفتاح. أمسك سامي بالمفتاح، وفجأة بدأت الجدران تهتز وكأن الكهف ينهار. ركض بأقصى سرعته محاولاً الخروج، ومعه المفتاح الذي احتاجه لفتح الصندوق.

عندما وصل إلى الصندوق مرة أخرى، فتحه بالمفتاح ليجد بداخله رسالة قديمة تقول: “الشجاعة ليست في مواجهة الظلام فقط، بل في إيجاد النور وسطه.” شعر سامي بالفخر لأنه تمكن من مواجهة مخاوفه والعودة سالمًا.

ما رأيك؟ هل كنت ستجرؤ على دخول الكهف إذا كنت مكان سامي؟