أشباح القلعة

أشباح القلعة: قصة غامضة في أروقة الزمن

في قلب مدينة نائية، بعيدًا عن صخب الحياة الحديثة، تقف قلعة قديمة شامخة وسط الطبيعة، تحيط بها هالة من الغموض والأساطير. القلعة، التي بنيت في القرن الثالث عشر، كانت يومًا ما مقرًا لإحدى العائلات النبيلة، ولكنها أصبحت الآن مأوى للأشباح التي تروي قصصًا لا تنتهي عن الحب، الخيانة، والانتقام.

بداية القصة: القلعة المهجورة

كانت القلعة تُعرف باسم “قلعة الغروب”، لأنها تطل على وادٍ عميق حيث تغرب الشمس يوميًا في مشهد يخطف الأنفاس. رغم جمالها، إلا أن القلعة بقيت مهجورة لعقود طويلة بعد حادثة غامضة لم يجرؤ أحد على ذكر تفاصيلها. السكان المحليون يتجنبون الاقتراب منها، وكل من يمر بجانبها يسرع خطاه وكأنهم يهربون من لعنة خفية.

أسطورة القلعة

تحكي الأسطورة أن مالك القلعة الأخير، اللورد آرثر، كان رجلًا قاسيًا لا يرحم. اشتهر بجشعه وطمعه، وكان يفرض ضرائب باهظة على الفلاحين الذين يعيشون في الأراضي المحيطة. لم يكن آرثر يخشى شيئًا، ولكن نهايته كانت مأساوية. في ليلة عاصفة، تم العثور عليه مقتولًا في قاعة القلعة الرئيسية، محاطًا بدمائه، وعلامات الرعب تعلو وجهه. منذ ذلك اليوم، بدأت قصص الأشباح تنتشر بين السكان.

ظهور الأشباح

يقال إن كل من يجرؤ على دخول القلعة يسمع أصواتًا غريبة ويشاهد ظلالًا تتحرك بين الجدران. بعضهم زعم أنه رأى شبح امرأة ترتدي فستانًا أبيض تتجول في القاعات، وهي تبكي بحرقة. ويعتقد البعض أنها زوجة اللورد آرثر، التي يُقال إنها قتلت نفسها بعد اكتشافها خيانة زوجها لها مع خادمتها.

عودة المغامر

مرت السنوات، وفي يوم من الأيام، قرر شاب يدعى ماركوس، وهو مغامر شغوف بالقصص الغامضة، أن يستكشف القلعة بنفسه. كان ماركوس قد سمع العديد من الحكايات عن القلعة، لكنه لم يصدقها. جهّز حقيبته وأخذ معه مصباحًا وبوصلة وكاميرا ليوثق مغامرته.

الليلة الأولى في القلعة

دخل ماركوس القلعة بعد غروب الشمس، حيث بدا المكان موحشًا أكثر مما تخيل. عند أول خطوة داخل القاعة الكبرى، شعر وكأن المكان كله يراقبه. لاحظ على الفور وجود هواء بارد يلفه رغم حرارة الصيف في الخارج. وبينما كان يضيء المصباح على الجدران المليئة باللوحات القديمة، سمع صوت خطوات خلفه.

التفت ماركوس بسرعة، لكنه لم يرَ شيئًا. حاول تجاهل خوفه وتابع استكشافه. وبينما كان يتجول في القاعات، لاحظ أن كل غرفة تحمل قصة. في إحدى الغرف، وجد مرآة كبيرة متشققة. وبينما كان ينظر فيها، رأى شبحًا خلفه. لكنه عندما التفت، لم يكن هناك أحد.

رسائل من الماضي

في غرفة أخرى، وجد ماركوس صندوقًا قديمًا مليئًا بالرسائل. عندما فتح أول رسالة، كانت مكتوبة بخط يد أنيق وتحمل كلمات حزينة عن الحب والخيانة. كانت الرسائل من زوجة اللورد آرثر، التي كشفت فيها عن معاناتها مع زوجها وعن المؤامرات التي كانت تحاك داخل القلعة. اكتشف ماركوس أن القلعة لم تكن فقط مقرًا للحب، بل كانت أيضًا مسرحًا للخيانة والقتل.

مواجهة الأشباح

مع مرور الليل، بدأ ماركوس يشعر بثقل الأجواء. وفي الساعة الثالثة صباحًا، الوقت الذي يُعتقد أنه الأنسب لظهور الأشباح، رأى ماركوس مجموعة من الظلال تتحرك في القاعة الكبرى. تجمعت الظلال حول طاولة كبيرة، وكأنها تعيد تمثيل مشهد من الماضي. فجأة، ظهرت امرأة ترتدي الأبيض ووقفت أمامه.

قالت له بصوت خافت: “لماذا أتيت إلى هنا؟ هذا مكان للأرواح المعذبة.” حاول ماركوس التحدث معها، لكنه شعر برعب شديد. قبل أن تختفي، تركت وراءها رسالة مكتوبة على الأرض: “العدالة لم تتحقق بعد.”

حل اللغز

بعد عودته إلى المدينة، قرر ماركوس البحث عن حقيقة ما حدث في القلعة. اكتشف من خلال الوثائق القديمة أن زوجة اللورد آرثر لم تنتحر، بل قُتلت على يد زوجها بعد أن اكتشف أنها كانت تخطط للهرب مع أحد الخدم. الخادم أيضًا لقي حتفه بطريقة غامضة.

عاد ماركوس إلى القلعة مرة أخرى بعد أن عرف القصة كاملة، وأشعل شمعة في القاعة الكبرى لتكريم الأرواح المظلومة. ومنذ ذلك اليوم، توقفت الأصوات الغريبة، وكأن الأرواح وجدت أخيرًا السلام.

نهاية القصة

رغم أن القلعة أصبحت أكثر هدوءًا، إلا أن الغموض يحيط بها حتى الآن. من حين لآخر، يزعم البعض أنهم ما زالوا يرون امرأة ترتدي الأبيض تطل من إحدى النوافذ، وكأنها تراقب العالم الخارجي، تبحث عن من ينصفها. أصبحت القلعة معلمًا سياحيًا، حيث يزورها الناس لاكتشاف أسرارها، لكنها تبقى مكانًا يثير الرعب في نفوس الكثيرين.

خاتمة: هل هي مجرد أسطورة؟

تبقى قصة أشباح القلعة واحدة من أكثر القصص غموضًا وإثارة. البعض يعتقد أنها مجرد خرافات، بينما يرى آخرون أنها دليل على أن الأرواح التي تعرضت للظلم لا تزال تسكن

بيننا. القلعة، بأسرارها التي لا تنتهي، تظل شاهدة على