قصص رعب

أرواح ضائعة في الزمن القديم

أرواح ضائعة في الزمن القديم

أرواح ضائعة في الزمن القديم

عالم القصص

في زمنٍ بعيدٍ، حين كانت الأساطير والحقائق تختلطان في روايات الجدات والأجداد، كان هناك قريةٌ صغيرةٌ محاطةٌ بغاباتٍ كثيفةٍ وجبالٍ شاهقة. تلك القرية، التي عُرفت باسم “قرية النور الخافت”، كانت تحمل سرًا غامضًا لم يتمكن أحدٌ من كشفه.

عالم القصص

كانت القرية تعيش في هدوءٍ وسكينةٍ رغم أنها كانت مظلمة أغلب الأوقات بسبب كثافة الأشجار المحيطة بها. لكن سكان القرية لم يعيروا الظلام اهتمامًا؛ فقد كانوا يتبعون عاداتٍ قديمة تُبقيهم آمنين. من بين تلك العادات، كان هناك تقليد يُقام كل عام يُطلق عليه “إشعال النور”، حيث يجتمع جميع السكان في الساحة الرئيسية للقرية ويشعلون مشاعل ضخمة تضيء القرية لليلة واحدة.

عالم القصص

ذات ليلة، بينما كان الأطفال يلهون في الساحة، لاحظ أحدهم نورًا غريبًا ينبعث من أعماق الغابة. لم يكن النور يشبه أي شيءٍ رأوه من قبل؛ كان خافتًا لكنه مهيب، كأنه دعوة صامتة. انتشر الخبر في القرية، وسرعان ما اجتمع كبار القرية لمناقشة الأمر.

عالم القصص

قرر أحد الشبان المغامرين، واسمه “ريان”، أن يكتشف مصدر هذا النور. حاول كبار القرية منعه، محذرين إياه من أن الغابة ليست مكانًا آمنًا، لكن فضوله كان أقوى. جمع ريان بعض الأدوات وأخذ معه مشعلًا صغيرًا وانطلق نحو المجهول.

عالم القصص

كانت الغابة مظلمة بشكلٍ مخيف، وكان صوت الرياح بين الأشجار يشبه همسات الأرواح. بينما كان ريان يشق طريقه بين الأغصان، بدأ يشعر بشيءٍ غريب. كان الهواء يثقل، وكأن الزمن نفسه قد تباطأ. فجأة، سمع صوتًا خافتًا يشبه أنينًا. تبع الصوت بحذر حتى وجد نفسه أمام بوابةٍ حجريةٍ قديمةٍ مغطاةٍ بالطحالب.

عالم القصص

تردد للحظة، لكنه قرر الدخول. عندما تجاوز البوابة، وجد نفسه في مكانٍ مختلف تمامًا. كانت هناك سماءٌ مضيئةٌ بنجومٍ ملونة، وأرضٌ تغطيها أزهارٌ متوهجة. وسط هذا المشهد الساحر، رأى أرواحًا شفافة تتحرك بهدوء. كانت هذه الأرواح تُشبه البشر لكنها بلا ملامح واضحة، وكأنها ذكريات لأشخاصٍ عاشوا في زمنٍ آخر.

عالم القصص

اقتربت واحدة من الأرواح منه وقالت بصوتٍ ناعم: “مرحبًا بك في مملكة الأرواح الضائعة. نحن أرواح عالقة هنا منذ زمنٍ بعيد، لا نستطيع العودة إلى عالمنا ولا المغادرة. لقد جئت في وقتٍ حاسم؛ أنت المفتاح لتحريرنا.”

عالم القصص

تفاجأ ريان بكلام الروح، لكنه شعر بمسؤوليةٍ كبيرة تقع على عاتقه. سأل الروح عن سبب وجودهم هنا، فأخبرته بأنهم كانوا سكان قريةٍ قديمة غرقت في الظلام بسبب لعنةٍ أُلقيت عليها من ساحرٍ قوي. وقد نُفيت أرواحهم إلى هذا العالم الموازي.

عالم القصص

طلبت الروح من ريان أن يجلب قطعةً أثريةً مدفونةً في أعماق القرية، وهي المفتاح الذي يمكن أن يكسر اللعنة. وافق ريان على الفور، رغم أن المهمة بدت محفوفةً بالمخاطر.

عالم القصص

عاد ريان إلى القرية، وروى للسكان ما شاهده. في البداية، لم يصدقه أحد، لكن إحدى الجدات التي كانت تعرف القصص القديمة أكدت كلامه. ساعده سكان القرية في البحث عن القطعة الأثرية، وبعد أيامٍ من البحث والتنقيب، وجدوا حجرًا غريبًا منقوشًا عليه رموزٌ قديمة.

عالم القصص

حمل ريان الحجر وعاد إلى الغابة، عابرًا البوابة الحجرية مرةً أخرى. حين وضع الحجر في المكان الذي أشارت إليه الروح، بدأت الأرض تهتز، وظهر نورٌ قوي غمر المكان بالكامل. فجأة، بدأت الأرواح تتحول إلى أشخاصٍ حقيقيين. شكرت الأرواح ريان وأخبرته أن اللعنة قد كُسرت وأنهم سيعودون إلى عالمهم.

عالم القصص

عندما عاد ريان إلى قريته، وجد أن النور الذي انبعث من الغابة قد أضاء كل شيء. أصبحت القرية أكثر إشراقًا من أي وقتٍ مضى. أدرك السكان أن تقاليدهم القديمة كانت تحمل معنىً عميقًا، وأن الشجاعة والإيمان هما مفتاح التغلب على أي لعنة.

عالم القصص

والآن، عزيزي القارئ، هل تعتقد أن الأرواح الضائعة كانت تستحق التحرير؟ وما الذي كنت ستفعله لو كنت مكان ريان؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى